ماذا وراء الحرب في السودان؟؟

ماذا وراء الحرب في السودان؟؟

ماذا وراء الحرب في السودان؟؟
______

محمد اللوزي

 


حققت الصين حضورا مدهشا في القارة الافريقية، واستطاعت بجدارة ان تحتل الموقع الاول في المنافسة لتهزم الغرب في قارته السمراء بما حققته من قفزات تنموية كبيرة في فترة وجيزة، لتكشف بذلك ان الغرب لم يستطع ولعقود من الزمن ان يحدث مايستحق الالتفات اليه رغم تواجده الاستعماري الواسع الانتشار. ولعل الاورو امريكي قد أدرك انه لامحالة منهزم أمام التواجد الصيني في القارة الافريقية، سيما وأن هذه الدولة جديرة بالتعامل معها بثقة وأنها تنطلق ليس من مفهوم استعلائي وسيطرة واستقواء، وإنما من موقع المصالح المتبادلة والعلاقات الاقتصاد المتينة القائمة على احترام السيادة الوطنية لكل بلد وعدم التدخل في الشئون الداخلية. لعل هذه المبدئية دفعت ببلدان افريقية الى أقامة علاقات متينة مع الصين. كما وجهت انتقادات لاذعة للغرب الذي رات فيه مبتزا زسارق خيراتها، وقد نالت قسطا وفيرا من هذه الانتقادات (فرنسا) كماهوجم الرئيس مكرون في اكثر من بلد افريقي زاره، متهمين بلده فرنسا بأنها نهبت موارد القارة السمراء في المقابل لم تقدم شيئا يمكن الاعتماد عليه سوى المساعدات الغذائية والدوائية وهي مساعدات دعائية، مقابل نهب خيرات شعوب القارة السمراء. وإزاءهذا الوعي المتقدم للشعوب الافريقية وإدراكا من الغرب أنه الخاسر الاكبر في السباق مع الصين على التواجد والنفوذ وبناء شراكة اقتصادية متينة.

 

لم يكن وقد آل الأمر الى هزيمة الاورو امريكي سوى البحث عن خلق فوضى خلاقة في المنطقة لافشال الحضور الصيني الكبير. ضمن هذا السياق استطاعت امريكا ومعها دول الغرب وعبر وكلائها في المنطقة (الإمارات) نموجا ان تذهب بالقارة السمراء الى الاحتراب الداخلي، وصناعة ميليشيات كما هو الحال في اليمن. ولعل (السودان) وما يحدث فيه من صراع دموي ضمن هذا المخطط الذي يستهدف التواجد الاقتصادي للصين في افريقيا والسودان على وجه الخصوص بما يمثله من عرقيات و(أثنية) متعددة واتساع الحدود على اكثر من بلد افريقي وتمازج أعراق وقبائل. فهو المهياء الاول لنشر الفوضى والحروب والدمار لتعطيل النفوذ الصيني. والمتابع لمجريات الاحداث في السودان يلحظ تواجد قوات( فغنر) الروسية هذا التواجد الذي يقلق الغرب ويشن على هذه القوات هجوما اعلاميا قاسيا في المقابل بداء اعلاميا يطر ح خطر عدوى انتقال الحرب على بلدان افريقية اخرى، كأنه يكشف ورقته في هذا الجانب بأنه يشتغل على توسيع دائرة هذه الحرب التي يدعو فيها الى هدنة مؤقته وليس الى سلام. الهدن بالنسبة للغرب مجال مهم للتدخلات التي تفضي الى مزيد من صب الزيت على النار ولم نجد هدنة في اي بلد دعا إليهاالغرب إلا وأعقبها حرب أكثر ضراوة ، في هذا السياق من المهم ان تفشل الصين اقتصاديا في افريقيا.


وبين طموح الصين في علاقات اقتصادية متينة مع البلدان الافريقية والشعور العميق للغرب بهزيمته كتواجد استعماري في هذه البلدان. يبقى القول أن التحديات التي تواجه القارة السمراء كبيرة وان عليها ان لاتقع في الفخاخ المنصوبه لها من قبل الاورو امريكي، وأن تحرص على إفشال اي مخطط لصناعة ميليشيا خارج مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية. وأن تتمسك بالسيادة وكشف ابعاد المخطط الاستعماري الذي يستهدف زعزعة امن واستقرار القارة الافريقية ، بهدف حصار الصين ومنعها من التمدد اقتصاديا في افريقيا ومحق المشروع الكبير الذي يكلف ترليونات الدولارات الذي رصدتها الصين لتنفيذ مشروعها الاكبر في التاريخ البشري (طريق الحرير) وبين هذا الطموح الكبير وشعور الغرب بالهزيمة تكمن المعادلة الصعبة التي قد تؤدي الى تناطح العمالقة.


طباعة   البريد الإلكتروني