الحوثيون الى جوار اسرائيل .. معركة الغباء !

الحوثيون الى جوار اسرائيل .. معركة الغباء !

 

الحوثيون الى جوار اسرائيل .. معركة الغباء 

___


محمد الصعر

ركوب الحوثيين للموجة في البحر ،وردود الأفعال العالمية والدولية وسيناريوهات التعامل مع هذه المعظلة هي ما بات الجميع يراقبها عن كثب خصوصاً وقد غرقت سفينة وتم اختطاف سفينة يابانية يُصر الحوثيين أنها تحمل سيارات كهربائية لتاجر اسر..ائيلي .

أمريكا حالياً تقول بأنها قادرة على تحييد كل الرادارات اليمنية التي ورثها الحوثيون من الدولة اليمنية بصواريخ توماهوك ،وهو الإنذار العسكري الأول منذ اختطاف الحوثي للسفينة جالكسي ريدر ،وخيرٌ سهل في متناول يدها وهو الأمر الذي سيقفل ميناء الحديدة تماماً أمام أي سفينة قد تدخل إليه في حال قيام هذا العمل العسكري .

القوات الأمريكية أيضاً اعترفت بأنها كانت قادرة على استهداف طائرة الهيلوكابتر وهي خيار الحوثيين الوحيد لاختطاف السفن من الممر الدولي ،وأكدت أن عملية الحوثيين استغرقت أكثر من ساعتين في تقليل من شأن قرصنة الحوثيين أمام قرصنة الصوماليين .. واختتمت البحرية الأمريكية بأنها لا تريد مواجهات أو تصعيد في الفترة الراهنة على ممر التجارة العالمي !

من يقف الى جوار القوات الأمريكية يجد بأن هذا التصريح عقلاني وأن التعامل مع الحوثيين بالمثل في ظل امتلاك المليشيا للطرابيد البحرية قد يؤدي الى إغلاق هذا الشريان الحيوي وأن هناك خيرات حازمة سيتم التوصل من خلالها الى صلح مع الحوثيين في الأيام القادمة .

أما الرأي الٱخر وهو الأخطر ... فيقول بأن أمريكا قد استطاعت أن تلفت نظر العالم من قصف المدنيين في غزة وقتل النساء والأطفال ،لتصعد من معركتها الكلامية مع الحوثيين وتحذر العالم من خطر مناصري ما تسميها جماعات الإرهاب العربية وهو ما أثر فعلياً على تقبل العقلية الأمريكية والغربية لوجود حرب ضد المدنيين في غزة ، وجعل الفلسطينيين بمعزل من جديد عن التعاطف العالمي .

فعلياً ..قتل قضية غزة هو مابرع فيه الحوثيين حالياً خصوصاً وأن شوارع لندن ونيويورك كانت تمثل إحراجاً كبيراً على صناع القرار العالميين وهي ولأول مرة توضع مثل هذه القوى في مأزق تعاطف شارعها مع العرب ،خصوصاً بعدما أجرت لندن تعديلات وزارية وصلت حد إقالة وزير الداخلية وإعلان دراسة وضع الحرب الاسرائيلية الأخيرة على غزة .


قد يكون الحوثيين انتصروا لأنفسهم إعلامياً ووصلوا خير كذبهم بالشعارات والصرخات ،لكن مالذي حققته المليشيا من ضغطها الأخير ،فقد عادت الحرب الى غزة وبأكثر ضراوة من سابقتها ولم يتغير في المشهد العالمي شيء ،سوى قتل تعاطف شعوب الغرب التي انجرت لأول مرة الى التعاطف مع القضية الفلسطينية مغلبة إنسانيتها ومتناسية كل شعارات حكوماتها التي تضع العرب عموماً في خانة الإرهابيين .

مهمة اسرائيل في محو قطاع غزة باتت اليوم تملك ألف مبرر ، وقد وقف الحوثيون الى جوار اسرائيل في هذه الحرب بعنتريات المخرب البسيط الذي يستطيع التغلب على ألف بناء !

السيناريوهات المقبلة لن تُعفي الحوثيين أمام المجتمع الدولي ،والكل يدرك بأن الشعب اليمني هو من سيعود في ذات دائرة الصراع الاقتصادي الذي لايملك منفذاً على العالم إلا من البحر ، والمزاج الشعبي في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين بات يترقب عقبات صبيانية المليشيا التي أدخلت اليمن 9 سنوات في الحرب ،بل وما تزال هذه المليشيا مُصرة على عودة الحرب من جديد .


طباعة   البريد الإلكتروني