بعد ستة أشهر من طوفان الأقصى إلى أين...؟؟!!!!

بعد ستة أشهر من طوفان الأقصى إلى أين...؟؟!!!!

بعد ستة أشهر من طوفان الأقصى إلى أين...؟؟!!!!

م. عباد محمد العنسي

ها هي الحرب على غزة تدخل شهرها السابع ولا تزال الصورة غير واضحة إلى أين ستقود هذه الحرب فلسطين بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام ، سنحاول هنا قراءة ما يمكن أن تؤدي اليه هذه الحرب.

اشتعلت هذه الحرب في فترة يتم فيها تنفيذ مشروع صفقة القرن مشروع الشرق الأوسط الجديد ( المشروع الإبراهيمي ) والذي يهدف إلى تغيير هوية الشرق الأوسط وهي الهوية القومية العربية إلى الهوية الإبراهيمية ، اي إحلال الهوية الإسرائيلية مكان هوية المنطقة الهوية العربية .

الهوية الإبراهيمية هي هوية دينية قائمة على تحالف دعاة الحق الإلهي من سلالة ابراهيم ( وهم دعاة الحق الإلهي من سلالة إسرائيل ( يعقوب ) ودعاة الحق الإلهي من بني هاشم ) ، اي أن هذا المشروع هو تحالف بين دعاة الحق الإلهي من ذرية ابراهيم .

هذا المشروع هو من إعداد الحركة الصهيونية العالمية ويقوم بتنفيذه كل من الكيان الصهوني وبريطانيا وامريكا ، ويشرف على ذلك كل من توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق وهيلاري كلنتون وزيرة خارجية امريكا السابقة.

لأجل تنفيذ هذا المشروع كانت أولى خطواته غزو العراق والذي أدى إلى تسليم العراق لدعاة الحق الإلهي من السلالة الهاشمية التي ترعاها دولة الملالي إيران واعقب ذلك ثورات الربيع العربي التي عملت على ضرب الدول العربية القائمة على الهوية القومية العربية وتسليمها للقوى التي تدعوا للهوية الدينية القائمة على الحق الإلهي وفق ( فقه الولاية وفقه الخلافة ) وكلا المشروعين تقودهما السلالة الهاشمية وهذه القوى هي القوى الناعمة التي كانت وراء نجاح غزو العراق ونجاح ثورات الربيع العربي .

وقد نجح هذا المشروع في كل من العراق وليبيا بشكل كلي وفي سوريا واليمن بشكل جزئي ، وفشل في كل من تونس ومصر ، وكانت هذه هي الخطوة الأولى لإستبدال الهوية القومية العربية ، بالهوية الدينية ( الإبراهيمية)، وهذا الإنجاز تحقق بتمويل من دول الأعراب وهي دول ليست قائمة على الهوية القومية العربية وانما على الهوية الأسرية السلالية كما هي السعودية وغيرها ، وهذه الدول تحارب الهوية القومية العربية منذ ولادتها في خمسينيات القرن الماضي بقيادة عبدالناصر.

نتائج هذه الحرب منذ طوفان الأقصى إلى الان يمكننا تلخيصها بنتيجتين رئيسيتان هما :

1_ تدمير قطاع غزة بشكل شبه كامل وتحويل سكانه إلى مشردين ، ولا تزال اللعبة التي تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه قائمة ، وما استمرار الحرب الا لأجل تحقيق هذا الهدف بكل السبل الممكنة ومحاولة تجاوز المعوقات التي توجه ذلك .

2_ هيمنة كل من بريطانيا وامريكا اللتان تقودان تنفيذ المشروع الإبراهيمي على كل من البحر الأحمر والعربي وبهذا أصبحت بحار المنطقة العربية تقع تحت هيمنة من يقودون تنفيذ هذا المشروع ، وهذه الهيمنة تمت بفضل دعاة الحق الإلهي حملة المشروع الإبراهيمي وهي القوى الناعمة للمشروع الإبراهيمي، وتحت ذريعة حرب غزة.

السؤال الأهم هنا ، هل هي صدفة أن من يقف وراء هذه الأحداث وتفجيرها هم دعاة الهوية الدينية بنوعيها ( فقه الولاية والخلافة ) و راسمي ومنفذي المشروع الإبراهيمي وممولي هذه الأحداث هم دول الأعراب الذين حاربوا الهوية القومية العربية الذي يعمل هذا المشروع على استبدالها بالهوية الدينية الإبراهيمية ؟ حتما ليس الأمر محض الصدفة وإنما هو مشروع يتم تنفيذه بأدواته التي تم الاشارة اليها في هذا المقال .

ماذا بقي لدى العرب لمواجهة هذا المشروع ؟
لم يبقى سوى كل من الاردن ومصر كدولتين يمكن أن تواجه ذلك ، لهذا تحاول كل من مصر والاردن رفض تهجير ابناء غزة بكل السبل وتعتبر ذلك خط أحمر .

لماذا دعت حركة حماس الشعب الأردني للثورة على الحكومة الأردنية ؟
هل هذه الدعوة هي للضغط على الاردن للدخول في حرب مع اسرائيل ؟ أم ان ذلك هو ضغط على الاردن بقبول هذا المشروع ، وبقبول ملك الاردن بالهوية الدينية سيتم الحفاظ على بقائه كونه من نفس السلالة الإبراهيمية ، و تبقى مصر هي حجرة العثرة امام هذا المشروع وما الهيمنة على البحر الأحمر والعربي سوى إحدى وسائل الضغط على مصر وخنقها ، وجعل الاقتصاد المصري خاضع لرحمة من يقود هذا المشروع ، لدفع مصر للقبول بهذا المشروع .

هل يكون الصراع الدولي هو أحد عوامل افشال مشروع الشرق الأوسط الجديد ( المشروع الإبراهيمي ) ؟ الاشهر القادمة ستجيب على هذا التساؤل.

8 أبريل 2024م


طباعة   البريد الإلكتروني