الاغبياء الذين لا يعقلون .. ...!!!!

الاغبياء الذين لا يعقلون .. ...!!!!

الاغبياء الذين لا يعقلون .. ...!!!!

م. عباد محمد العنسي

الدعارة السياسية المتناغمة بين إيران وإسرائيل والتي تمارس لتنفيذ المخططات الإسرائيلية والفارسية ضد العرب هي حالة يقينية للذين يعقلون ، منذ ثورة الخميني عام 1978 م الذي تحول هذا التناغم من حالة معلنه في حكم الشاه الى حالة غير معلنه أي من تحت الطاولة في حكم الملالي ، وقد بلغت أعلى درجات الدعارة السياسية بذلك الهجوم الصاروخي الذي وصفه الرئيس الإيراني بالكبير والذي لم يكن له أي اثر سوى تلك الضجة الاعلامية ، ووصفه قائد الحرس الثوري الإيراني انه حقق نجاحا تجاوز ما كان متوقع منه ، وهوفعلا حقق نجاح لم تكن إيران ولا إسرائيل تتوقعه وهذا النجاح هو نجاح سياسي يخدم المشروع المشترك بينهما ، ومع ذلك فهناك من الذين لا يعقلون لا يزالون يعيشون في الوهم الذي تسوقه إيران باسم القدس وفلسطين ( فيلق القدس ، يوم القدس ) وهؤلاء هم الاغبياء سياسيا الذين لايعقلون.

هذا التناغم في ممارسة الدعارة السياسية على العرب ينجر ورائها المغفلون من العرب ، والذين يعملون كاذرع للفرس في المنطقة العربية ، أما عن معرفة كما هي الحركات التي تلعن ولائها لولي الفقيه في طهران كما هو حزب الله والحركة الكهنوتيه الحوثية والحشد الشعبي وغيرها ، أو بدون معرفة كما هي دول الأعراب التي سخرت اموالها لتنفيذ المشروع الصهوني الفارسي في الوطن العربي بتمويل الربيع العربي الذي قضى على أعداء الصهاينة والفرس ، اما الذين يعقلون من العرب فهم يفهمون ان هذا العرهر السياسي هو امر طبيعي جدا فما يجمع إيران وإسرائيل يحتم عليهما أن يكونان فريق واحد ، ويعود هذا التناغم لثلاثة عوامل رئيسيه هي :

اولا : العدوا التاريخي للفرس هم العرب ، والعدوا الوجوي للكيان الصهوني هم العرب

ثانيا : التوافق الفكري لنظام الملالي في إيران والكيان الصهيوني القائم على الحق الإلهي اي أنهما أبناء الله واحبابه ، لذلك لايوجد في العالم دولة دينية سوى إيران وإسرائيل ، ويجمعهما المشروع الإبراهيمي الذي يتم العمل على تنفيذه في المنطقة العربية.

ثانيا : الكيان الصهيوني يحمل مشروع من النيل إلى الفرات ، ونظام الملالي يحمل مشروع تصدير الثورة الى العالم العربي واستعادة الإمبراطورية الفارسيه ، أي أن مشروعيهما ينفذان في نفس النطاق الجغرافي ولكي ينفذ مشروعهما يجب اولا القضاء على الدول العربية دولة تلوا اخرى وهذا ما تم منذ عام 2003 م ولم يتبقى من الدول العربية سوى الأردن ومصر ، فلا يمكن أن ينفذ مشروع ايا منهما الا باستكمال ما تم البدأ به ، وحتما سيكون هناك صراع على تقاسم الكعكة العربية بينهما ، لكن في الوقت الحالي لايزال هناك عدوا مشترك لهما .

لكن القضية هنا هي في ذلك الغباء السياسي عند من يمارسون السياسة من العرب ويتعاملون مع إيران على أنها دولة تقف الى جانبهم وتعمل على مناصرة القضايا العربية ، من اهم هؤلاء الحكومة السورية والذي يبدوا انها قد فهمت بعد ان وقع الراس في الفاس ، ويعكس ذلك الصمت الذي تبديه الحكومة السورية من استهداف قيادات فيلق القدس وحزب الله ، في سوريا ، وكذلك حركة حماس و الجهاد الاسلامي والتي لديهما قضية وطنية هي في الاساس تعمل ضد مشروع الكيان الصهوني الوجودي .

فالدعم الذي تقدمه ايران هو بمثابة جزء يسير وتافه جدا من تكاليف تنفيذ المشروع الفارسي والصهيوني والذي ما كان يمكن ان ينفذ لو أنفقت الحكومة الايرانية والاسرائيلية آلاف آلاف أضعاف تلك المبالغ التي تقدمها إيران لحركة حماس والجهاد الاسلامي ، والتي تستخدمها لتنفيذ تلك المخططات. ويمكن تشبيه ذلك الدعم الفارسي بالطعم الذي يقدم الاصطياد الاسماك او الطيور والذي تفرح به ولكنها فرحة زائفه ، او ابتسامة ما قبل الموت.

اكيد تتذكرون التصريح الإيراني بأن عملية طوفان الأقصى الذي نفذته حركة حماس كانت رد على أمريكا لاغتيالها قاسم سليماني ، والذي نفته حركة حماس ، مع أن مايسرب من تحت الطاولة أن إيران أوقعت حركة حماس في هذا الفخ الذي ادى الى تدمير قطاع غزة بشكل شبه كلي وضحايا ذلك تجاوزت مائة ألف قتيل وجريح من ابناء الشعب الفلسطيني ولا تزال الأرقام تزداد كل يوم ، ومكن إسرائيل من المضي قدما في تنفيذ ما يعرف بصفقة القرن ، ومجريات الأحداث تؤكد صحة ما سرب من تحت الطاولة أن إيران هي من جرت حماس إلى هذا الفخ ، السؤال هنا هل كانت حماس بهذا الغباء الذي تقاد إلى المجزره بهذه السهوله ؟ .

السؤال الذي يجب أن يسأل ماذا قدم محور المقاومة الذي تتزعمه إيران للشعب الفلسطيني وهو يذبح الآن وما قيمة ذلك الدعم الذي قدم لحماس من قبل إيران مقابل ما تعرض له الشعب الفلسطيني ، فما حدث في 13 أبريل كان دعم سياسي كبير للكيان الصهوني عوضه ماخسره منذ بداية الحرب على غزه خلال ساعات ، وبدون أن تخسر إسرائيل قطرة دم واحده وحرف الانظار عن ماتقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

أي قياده سياسية اوعسكري لا يمكن أن تقوم بعملية كتلك التي قامت بها حركة حماس ما لم يكن لديها قوة ترتزح عليها وقادرة على حمايتها من ردة الفعل للكيان الصهيوني والذي يمتلك القوة القادرة على القضاء على أي قوة لدى حركة حماس مهما كانت ، مالم فهي ألقت بابناء الشعب الفلسطيني إلى التهلكة والقت بذاتها إلى الانتحار .

وتحت غطاء حرب غزه هاهي امريكا وبريطانيا يفرضان هيمنتها على البحر الأحمر والعربي وكل ذلك كان بفضل ايران واذرعها في اليمن الحركة الكهنوتية الحوثية ، وبدون أي كلفة ، ولاتزال الايام القادمة تحمل في طياتها الكثير من الأحداث التي تتم تحت غطاء ما حدث في 7 اكتوبر والذي تؤكد الاستعدادات الغربية التي برزت في الأيام الثلاثة الأولى بعد 7 اكتوبر أن ذلك الحدث كان معد له ومرتب له وكان الغرب بانتظاره لاستكمال مالم يستكمل بالربيع العربي الذي قضى على الدول العربية القومية دولة تلو اخرى ، ولم يكن مفجا للكيان الصهوني والغرب كما تم ترويج لذلك ولم يكن مفاجأ لإيران ، أو بدون علمها .

19 أبريل 2024م


طباعة   البريد الإلكتروني