مرضى السرطان.... غرُبت شمس الحكومة، وظهر نجـم بـــن دول...؟

مرضى السرطان.... غرُبت شمس الحكومة، وظهر نجـم بـــن دول...؟

مرضى السرطان.... غرُبت شمس الحكومة، وظهر نجـم بـــن دول...؟


✍🏻/م. مشتــاق العلوي

لسنوات طويلة لم يعد يسمع اليمنيين أي نبأ يوحي بتشيد المشاريع الخدمية سوى دعوات الموت الآثمة الذي يرسلها أمـراء الحـرب في شمال الوطن وجنوبه،،
سنوات منذُ أختفت من أمامنا مظاهر الإعمار وتكدست في أذهاننا مناظر الخراب العظيم الذي أصاب جسد هذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه...!
ضاعت الأمنيات، وتقلصت الرغبات، وتاهت النفوس في إرتقاب يوم الخلاص وحتى إن كانت مستحيلة جداً لكن بصيص الأمل لازال ينبض في عروق البؤساء الراغبين بعودة الوطن.
انتشرت أمراض السرطان في أجساد الضعفاء، وتكاثرت الأهات والعلل وبقي هؤلاء المنكوبين من المرضى يشخصون البصر لعل وعسى يلتفت إليهم طرف من أطراف النزاع، ولكن كماهو الحال دائماً لاحياة لمن تنادي..!


اليوم وبعد طول إنتظار جاءت.....
(مجموعة بن دول التجارية)
لكي تحقق الحلم وتجعل منه واقعً وحقيقةً في أرض حضرموت الخير والعطــاء ،،
لم تستجيب الحكومات اليمنية المتعاقبة لمثل هذه المطالب الإنسانية لكن النفوس الزكية لأبناء حضرموت أخذت على عاتقها ثقل المسؤولية ونظرت لحضرموت وأبنائها كأهم مكتسب يجب المحافظة عليهم، والتقليل من معاناتهم وتوفير ابسط الخدمات العلاجية لهم ولكل أبناء اليمن عبر إنشاء.......
( مركز المكلا للعلاج الإشعاعي)
يعتبر مركز المكلا للعلاج الاشعاعي هو المركز الأحدث للعلاج الاشعاعي في اليمن.
وسيقدّم المركز خدمة علاجية عالية الجودة، وغير ربحية بأحدث الأجهزة والتقنيات لمرضى الأورام من خلال تقديم العلاج الإشعاعي وسيوفر عنهم عناء السفر للخارج.
وأقيم المركز على
مساحة 920 متر مربع، وبلغت الكلفة الإجمالية لإنشائه مع التجهيزات مبلغ
(خمسـة مـــلايين دولار) ،
وفترة التنفيذ 14 شهرًا، وتم تجهيز
المبنى لإستيعاب التوسعة المستقبلية وتركيب جهاز إشعاع آخر أكبر وأكثر شمولية، وتم تشييد المبنى على أعلى المعايير الهندسية من حيث الأكثر تحصينًا ضد التسرّب الإشعاعي ، بإشراف مباشر من وكالة(الطاقة الذرية).


نحن هنا لانتحدث عن كرم حاتم الطائي الذي عرفته العرب قديماً، ولا نتكلم عن عثمان بن عفان مجهز جيش العسره،،
نحن هنا نقف أمام حالة نادرة في هذا الزمان تستحق مننا كل المدح والثناء وإن كانت غنية عن التعريف لكن الأجيال القادمة يجب ان تقرأ عن مواقف الأباء والأجداد ويجب أن يبقى اسم الحاج //
عبدالله عمر بن دول المعاري.
رمز من رموز الإنسانية فلقد أعطى في سبيل الله عطاء من لايخشى الفقر وجعل خدمة الناس هي أبلغ إهتماماته بعيداً عن النظرة الدونية في تحقيق المكاسب الإقتصادية الشخصية فقط كحال معظم رجال المال والأعمال...!

لسنا ممن يعبدون البشر،
لكننا رأينا المواقف فعرفنا قدر الرجال.
وهكذا مواقف لاتأتي من أشخاص عاديون أبداً؟
ربما قد يحاول البعض التقليل من شأن المشروع مقارنة بالحجم التجاري للمجموعة ولكنها مجرد سهام عابرة لا تغير في كبد الحقيقة شيء،،
ويبقى مثل هكذا سخاء هو تفسير واضح عن روحانية، وإنسانية، وكرامة نفس صاحبها فقط...... فالسلام على بن دول يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيا.


طباعة   البريد الإلكتروني