الجيل القـادم هو الأمل الوحيد في الإصلاح

الجيل القـادم هو الأمل الوحيد في الإصلاح

الجيل القـادم هو الأمل الوحيد في الإصلاح


✍🏻( مشتاق هاشم العلوي)


الفينلانديون معروفون بالخجـل :

حيث يقال ان الفرق بين
الفينلاندي المنغلق على ذاته،،
وبين المنفتح على الآخرين هو أن:-

الأول....

ينظر بعينيه إلى قدميه وهو يحدثك..؟

أما الثاني....

فينظر إلى قدميك أنت...!

ولقد ظل السؤال المتعلق بالسر في خروج المجتمع الفينلاندي المغمور من عزلة خجله إلى مضمار الإبداع والابتكار

التكنولوجيين محل شك الكثيرين..؟


حتى أن نوكيا استطاعت أن تنافس أكبر شركات الإتصالات وتكنولوجيا المعلومة والهندسة الإلكترونية عبر العالم...؟!


ولا شك أن ظروفاً موضوعية كثيرة ساهمت في إعطاء فينلاندا البلد الصغير مكانة خاصة تحت شمس العولمة..؟


منها الاستفادة من الدعم الأمريكي خلال الحرب الباردة،،

والانتساب إلى أوروبا حضارياً وثقافياً ودينياً،،

غير أن العامل الأساس الذي جعل المجتمع مجتمعا حياً، متحركاً، وجعلت من أفراده « أبناء وقتهم » يفهمون العالم من حولهم ويتفاعلون معه....؟

هو الوعي بدور التربية والعناية بالمنظومة التربوية والحرص على تطويرها.

قد تبدو مقدمة هذا المقال غريبة بعض الشيء،، أو بالأصح خارج الإطار الموضوعي المقصود وهو أجيال الوطن العربي على وجه الخصوص،،

لكن لا مانع من تعزيز مدركاتنا الروحية، وسبل أغوارنا الفكرية بمثال حقيقي وواقعي لشعب استطاع الإستفادة من خلال دعم أجياله الناشئة ان يعزز مكانته وحظوره بين الآمم، وان يغير حقيقة النظرة إليه.


أظن أن العالم العربي يمثل نموذجاً من أسوء نماذج الاندماج في العصر،

سواء على مستوى الاستيعاب والفهم، أو على مستوى الإبتكار والإبداع...؟

ومرد هذا الأمر يرجع إلى ضعف المنظومة التربوية وعجزها عن تقريب العلاقة بين الدوال والمدلولات،

و بين الأسماء والمسميات،و إلى فهم الأطفال عبر الفعل التربوي المدروس والمناسب.

لذلك عند التأمل يجد الفرد العربي ذاته عرضة لآفتين..؟
الأولى :-

آفة المنظومة التقليدية التي تتولى تلقينه أسماء لا مقابل لها في واقعه المحسوس، وغالباً ما تمت بالصلة إلى منظومة أخلاقية مجردة..!

والثانية :-

آفة المنظومة الحداثية التي تلقنه أسماء، وأفكار، وأدوات دخيلة لا يطمع في أن يستوعب مكوناتها.

والحقيقة أن دخول المجتمعات العربية العصر وإستيعابها لأدواته لن يكون إلا إذا تم رد الإعتبار إلى دور المنظومة التربوية في تنشئة أجيال المستقبل..؟

ربمـــا قد ييأس الإنسان من الطمع في بلوغ ما عند الآخرين لشعوره بأن زمنه الحضاري هو زمن إنحدار، لا ينفع فيه تنظيره للنهوض، أو تفكيره في التطور، والخروج من الإنحطاط، على خلاف زمن غيره الحضاري الذي هو زمن صعود،،


لكن هناك دواعي كثيرة للتفاؤل مصدرها الإحساس بأن المجتمعات العربية بلغت القاع الذي لا قاع بعده،،


القاع الذي لا يسع النازل إليه إلا التفكير في التوسل بالتربية لإعادة الأمل للناس في إحياء المجتمع من جديد.

ومن البديهـــي أن تمثل بعض الحواجز المتوارثة عبر الأجيال سد منيع يحول دون إستطاعة الجيل الناشئ من إكتساب شخصية مستقلة أكثر ثباتاً،


وأقل إنهـزاميـة وتقهــقـر...؟


حيث يمثل التقيد ببعض الأبجديات الغير عادلة مؤشر ضغوط سلبية تمارس ضد حصول النشئ على إعتبارهم الشخصي الكامل..!

ومنها التقيد بالإلتزامات الفئوية ذات الحجم الثابت، والأفــق المحـدود.....؟

وذلك عن طريق رسم علاقة إجتماعية مبالغة في تقديس الفوارق الغير منطقية،،

والغير متكــافئة في ذات الوقت...!

نحن هنا لاندعو إلى:-
التكفير بدعوة إلتزام الأخلاقيات الحميدة،،
والسجايا الحسنة ،، والخلق الحسن.
لكننا نطالب بإعادة رسم خارطة التموضعات،،
وإعطاء كل ذي حقٍ حقه؛
فتح المجال أمام الجميع، وعدم كبح جماح القدرات،،
وأيضاً وقوف الجميع سواسية عند كل إعتبار وخاصة أمام كل ماهو إنساني...؟
يجب أن نوقف إستنساخ الأجيال بالطريقة التقليدية؛؛
وان نسعى لإعطاء الأجيال القادمة؟
فضاء اوسع، ومدى غير محدود...!
ليلحقو بنا وبأنفسهم في الأفــق؛
لعل وعسى يكتب على اياديهم الولوج بهذا العالم العربي من بحور الظلمات إلى النـــور المبين.

 


طباعة   البريد الإلكتروني