قٌبلة ال mpc2.. ونظرية البيضة والدجاجة

قٌبلة ال mpc2.. ونظرية البيضة والدجاجة

محمد الناصر

منذ أن تأسست قناة mbc2 السعودية لبث الأفلام، التزمت بمجموعة من القواعد فيما يتعلق بالمشاهد الممنوعة في الأفلام، وكان أكثرها وضوحا المشاهد التي تتضمن قبلة بين شخصيات الافلام، لكن في الأشهر الأخيرة، يمكن ملاحظة أن هذا المنع أصبح في خبر كان، وأن القبلات " شغالة علي ودنه " كما يقول المثل الشعبي المصري.

بالنظر الي الفترة الزمنية التي ألغي فيها منع القبلات في الأفلام، هي الفترة نفسها، التي بدأت منذ تبني المملكة عددا من الإصلاحات، في خطة تحديث تبناها ولي العهد، ويتم تنفيذها.

لسنا هنا في مجال تقيم هذه الاصلاحات، لكننا نشير الي أن هذا المنع وافق زمنيا، بدأ العمل بخطة الإصلاحات ، ومن ثم يمكننا ان نتساءل عن من الأسبق ؟
هل كانت الاصلاحات داخل الدولة السعودية؟

أم سياسة المنع والاجازة التي التزمت بها ادارة ال mpc2 فيما تعرضه من افلام؟

التحليل سيوصلنا الي أمرين، نترك للقارئ اختيار أحدهما، الأول هو أن الإصلاحات التي حدثت في المملكة، سمحت باحداث تغيير، فيما يتعلق بما يمنع أو يتم إجازته في الأفلام المعروضة علي القناة، وهذا أمر منطقي، لأن خطة الإصلاح لها بعد اجتماعي وثقافي.

الأمر الثاني هو أن قناة الافلام mpc2 وغيرها من قنوات سعودية، تبث وتوجه الي المجتمع السعودي من الخارج، كان بمثابة راس الحربة، في احداث عملية تغيير للبنية الثقافية داخل المجتمع السعودي، مخطط لها من سنوات بعيدة، منذ اللحظة التي سٌمح لانطلاق القنوات الفضائية السعودية من الخارج، ذات المضامين الترفيهية، التي لا تناسب معايير البث، في وسائل الاعلام المسموع والمرئي الرسمي للدولة.

إذن نحن أمام خيارين، إما أن عملية الاصلاح التالية، التي ستأتي بعد سنوات، من انتهاء الخطة الحالية، ستؤدي الي تغيير اعمق في مضامين المادة الاعلامية، الموجهة الي المجتمع السعودي، عبر وسائل اعلام سعودية تبث من الخارج، او حتي وسائل الإعلام الرسمية، وإما أن قبلة قناة الافلام mpc، التي أصبحت مباحة في الافلام المذاعة، هي مؤشر علي خطة إعلامية جديدة، أو جزء ثان من خطة سابقة، لإعداد المجتمع السعودي و الخليجي بشكل عام، الي تغييرات مستقبلية أعمق في بنيته الثقافية.

انها احجية، تدخل في مجال نظرية البيضة والدجاجة 'ايهما اسبق في الخلق؟ الإصلاحات أم قبلة ال mbc الممنوعة أو المباحة؟

*كبير المذيعين في إذاعة صوت العرب
*من صفحته بالفيسبوك
#الوفاق_نيوز