لماذا كل من يتولى منصبا في سلطة الشرعية يتحول إلى تافه كبير ؟

لماذا كل من يتولى منصبا في سلطة الشرعية يتحول إلى تافه كبير ؟


لماذا كل من يتولى منصبا في سلطة الشرعية يتحول إلى تافه كبير

عادل الشجاع

 

حينما نزل الرئيس إلى الشارع ليتفقد شعبه في فلم طباخ الرئيس ، لم يجد أمامه سوى سائق تاكسي كان قد رفض الامتثال للقرار الأمني بعدم خروج الناس إلى الشارع ومنحهم إجازة في هذا اليوم ، ركب الرئيس في التاكسي وتنقل من مكان إلى آخر ، وحينما لم يجد أحدا ، اتصل بأحد موظفيه قائلا : وديتو الشعب فين ؟ وبينما أنا أستعيد ذلك المشهد قفز إلى ذهني سؤال ، هل الدكتور رشاد العليمي سأل يحيى الشعيبي وصالح المقالح ومدير المراسيم ويوسف العليمي وعبد الكريم العليمي أين الناس ، ولماذا لم يراهم منذ أن تولى رئاسة مجلس القيادة الرئاسي ؟

ما دفعني لإثارة هذه التساؤلات ، كثرة الرسائل التي تصلني بين الحين والآخر من بعض الدبلوماسيين الذين قدموا طلبات بلقاء الرئيس منذ عام وبعثوا بالرسائل التي تحمل معاناتهم وما يتعرضون له من ممارسات عنصرية من قبل وزير الخارجية أحمد بن مبارك ، وكذلك بعض الضباط وشخصيات اجتماعية ورجال أمن يقفون أمام مكتب الشعيبي المغلق في وجوههم ، البعض منهم حاول الاستنجاد بمدير مكتب العليمي الخاص صالح المقالح ، والبعض تقدم عن طريق المراسيم ، والبعض الآخر لجأ إلى يوسف وعبد الكريم العليمي بحكم المعرفة السابقة قبل أن يكونا حول الرئيس .

أصحاب الرسائل بعثوا برسائلهم إلي ، اعتقادا منهم أنني أحظى بعلاقة وطيدة بالدكتور رشاد ، خاصة وأنني تعرضت في فترة ما لاتهامات من قبل قيادات المؤتمر بأنني على علاقة به يوم كان مستشارا لهادي ، ولا أنكر أنني حاولت أن أحيل مطالب الكثيرين من هؤلاء إلى الدكتور يحيى الشعيبي وكذلك للأخ صالح المقالح ، الذي كان يحدثني ذات يوم عن أخطاء النظام السابق وكيف كان يهمش الناس ويهمش مطالبهم ، ولما لم أكن القى جوابا كنت ألجأ إلى يوسف مرة وأخرى إلى عبد الكريم ، بحكم قربهما من الرئيس لعلهما يوصلا مطالب الناس وهمومهم .

ولست أدري لماذا وأنا أسمع شكوى أحد الدبلوماسيين في سفارتنا في تونس والظلم ، بل والامتهان الذي يمارس في حقه ولم يستطع إيصال شكواه للرئيس منذ عام ، أتخيل محمد علي الحوثي وهو يفعل بالرئيس وبطانة الرئيس ووزير خارجية الرئيس ورئيس حكومته ووزير إعلامه وفريق مكتب الرئيس ، ما فعله جعفر بشوقي فتح الله في مسلسل جعفر العمدة ، خاصة بعد أن توعد من أسماهم بالجالسين على الأرصفة في شوارع القاهرة والرياض واسطنبول وأبو ظبي ، بأنهم لن يعودا ليحكموا أو ليشاركوا في الحكم وأن ذلك محرم عليهم كحرمة أمهاتهم عليهم .

بالرغم من منظر محمد علي الحوثي المقزز والمستفز إلا أن هؤلاء أكثر تقزيزا واستفزازا منه ، والعجيب أن كل من يحصل على منصب في سلطة الشرعية يتحول إلى تافه كبير ، على الرغم من أنه يكون قبل هذا المنصب شخصا سويا ودودا ، يظهر أنه يتوجع على الوطن والناس ، وكأن هذه السلطة مصابة بجرثومة التفاهة ، لتجعل كل من يمسك منصبا يصبح تافها ، ولا أدري ، هل رسائل الناس ومطالبهم تصل إلى الدكتور رشاد العليمي وهو الذي يهمل التعامل معها ، أم أن من تم ذكرهم ، هم الذين يحجبون وصولها إليه ؟


طباعة   البريد الإلكتروني