الفزعات اليمانية والعاطفة الهيلمانية

العرب بشكل عام، يدركون جيدًا عاطفية اليمنيين، وفزعاتهم، وحبهم للإمتنان الخارجي، لهذا يظهر أمامنا بين الفينة والأخرى من يغازلوننا بعواطفنا ومواقفنا وأغانينا، وبطولاتهم وحبهم لنا، من حقهم هذا، ومن حقنا الحديث عن كل ما يجري، في اليوتيوب ستجدون صانعي المحتوى العربي يتسابقون على الجمهور اليمني، لديهم فهم متقدم وتجارب سابقة كثيرة عن حالة العاطفة الجمعية للجمهور اليمني وكيفية تحريكه بطريقة تضامنية وخيالات استعارية، ليحدث الرواج الشخصي قبل أي قضايا أخرى، وهو الغرض والهدف الأوحد لما يريدون، هذه العاطفة تتحول بالاستغلال والترويج لتجارة ناجحة ومثمرة وغير خاسرة، كونها مدعومة من أعداد بشرية هائلة، أعداد تجمعهم الفزعات اليمانية والعاطفة الهيلمانية وحب التضامن مع القضايا والبطولات، والبطولة هنا ليست نجاحًا أو اخلاصًا، بقدر ماهي خداعًا عامًا وتذاكيًا متقدمًا بغرض الرواج وكسب المؤازرين وفزعاتهم، جميعها حيلًا للرواج الشخصي وبغرض شخصي، وبطولة خلاصتها استغلال ووصول أوسع أمام الجمهور المسير كالقطيع..

 

الأفعال البطولية الرائجة في السوشيال ميديا معظمها ترويج واستغلال وتوجيه للمفسبك اليمني المتحرك بالمشاعر والتضامنيات، وهي حالة من إعادة توجيه المتابعين عاطفيًا للرواج والشهرة والمزيد من الشهرة، هذه الأفعال الموصومة بالعاطفة ليست بدافع أخلاقي، هي مجرد استغلال، وتسويق وانتشار وملايين المشاهدات، ومعظم النوايا الظاهرة فيها بريئة منها، النوايا والأعمال الصادقة لها طرقها الخالصة والحقيقية، والصدق هنا بعيد كليًا عن السوشيال ميديا والمظاهر والبطولات أمام الجمهور المتعطش للتوجيه والتضامن والإنتشاء، ومن ثم السعادة بالبطولات21:28:17..


طباعة   البريد الإلكتروني