السلام في اليمن و خرافة الحق الإلهي ...!!!

السلام في اليمن و خرافة الحق الإلهي ...!!!

السلام في اليمن و خرافة الحق الإلهي ...!!!

م. عباد محمد العنسي

منذ أكثر من عام ، و هناك حوار يتم مع الحركة الكهنوتية الحوثية التي تدعي بالحق الإلهي والمملكة العربية السعودية كوسيط وبرعاية اممية للوصول الى سلام دائم في اليمن ، ومع ذلك لم يتم التوصل إلى أي شيء يمكن أن يعطي أي امل في الافق بالتوصل إلى سلام بين هذه الحركة وبقية المكونات ينهي هذا الصراع الدموي ويحافظ على اليمن من التمزق والتشرذم و يعيد الحياة لهذا الشعب .

السؤال هنا هل يمكن الوصول إلى سلام مع هذه الحركة التي تدعي انها تملك صك من الله بأنها وصية على هذا الشعب.. ؟

الحقيقة أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام مع من يدعون بأن الله أعطاهم صك بأنهم أوصياء على الناس ، وهذه الحقيقة ليست هكذا نوع من المبالغة أو ناتجة عن أي عوامل أخرى تجعلنا نقول ذلك وإنما هي ناتجه عن عدة أسباب تجعل منها حالة يقينية وأهمها:

أولاً:
من يدعون أن معهم صك من الله في التحكم في الناس يعتبرون أن الحياة لا يمكن أن تستقيم الا بهم وأنهم سادة على الناس وبقية البشر عبيد لهم ، وبالتالي ما على العبد الا أن ينفذ أوامر سيده او تكون العصا هي سيّدة الموقف بين العبد و سيدة .

ثانياً :
هذه الحقيقة يؤكدها الله ، فدعاة الحق الإلهي هم كهنة بني إسرائيل وكهنة هذه السلالة الهاشمية ، ويخبرنا الله ،أن بني إسرائيل وصلوا إلى حالة من عدم القدرة على اختيار ملك لهم يدير شؤون حياتهم كما هم كل البشر لان كل واحد يعتقد أن هذا الصك بالحق الإلهي من الله هو له ، فطلبوا من احد انبيائهم أن يدعوا الله أن يختار لهم ملكا ، وعندما اختار الله لهم طالوت ملكا ، كان ردهم انى يكون له الملك وهم أحق به منه قال تعالى :
﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِیُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكࣰاۚ قَالُوۤا۟ أَنَّىٰ یَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَیۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ یُؤۡتَ سَعَةࣰ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَیۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةࣰ فِی ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ یُؤۡتِی مُلۡكَهُۥ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة ٢٤٧]
طبعا لم يكن طالوت وداود وسليمان سوى نموذج عملي لكيف يكون الحكم بإسم الله الذي يدعيه بني إسرائيل وكهنة السلاله الهاشمية .

ثالثاً:
هذه الحقيقة يؤكدها تاريخ هذه السلالة الكهنوتية منذ اكثر من 1200عام من قدومها إلى اليمن ، فلم يكون هناك أي تعايش سلمي بين هذه السلالة والشعب اليمني وكل تلك الفترات التي هيمنت فيها هذه السلالة على اليمن أو أجزاء منها كانت فترات صراع دموي مع الشعب اليمني ، وعندما كانت تستقر لهم الأحوال واخماد من يقاومهم من أبناء الشعب اليمني ، لم يتمكنوا من التعايش فيما بينهم فكان يظهر في كل منطقة إمام يدعي أن الحق له و تبدأ الصراعات الدموية فيما بينهم ، وهذه الحالة هي تأكيد تاريخي للحالة التي وصفها الله لدعاة الحق الإلهي في بني إسرائيل عندما اختار الله طالوت ملكا .

رابعاً :
لا نذهب بعيداً ففي 2014م تم التوقيع مع هذه الحركة على اتفاق السلم والشراكة مع كل القوى ، ولم يكن هذا الاتفاق سوى فرصة لتتمكن هذه الحركة من الوصول للنقطة التي تكون فيها قادرة على الانقلاب على كل القوى وفرض هيمنتها ، وبعد أن تمكنت انقلبت على الجميع، ومن قبلها كل تلك الاتفاقات في الحروب الست التي كانت تطلب السلام عندما تكون على وشك القضاء عليها عسكرياً ، وعندما تلتقط أنفاسها، تتنصل من كل ما وقعت عليه ، و آخر نموذج لها هو اتفاقها مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام رحمه الله ، وعندما تمكنت من الانقلاب عليه تنصلت من الاتفاق الذي وقعوا عليه مع المؤتمر الشعبي العام كما تنصلوا ، من اتفاقهم مع كل القوى في اتفاق السلم والشركة.

هذه الاحدات لاتزال حية في عقول كل أبناء الشعب اليمني وهي نموذج حي لتاريخ هذه السلالة منذ اكثر من 1200م ، طبعاً هذا أمر طبيعي فهم يفترون الكذب على الله ، فكيف لايكذبون على من يعتبرونهم عبيداً لهم وأنهم خُلقوا ليكونوا أسياد عليهم .

السؤال هنا ماهو السلام الذي يمكن أن تقبله هذه الحركة ؟

هذه الحركة هي إحدى مخرجات مشروع تصدير الثورة الخمينية الفارسية منذ قيامها في عام 1978م ، وبالتالي فإن السلام الذي يمكن أن تقبل به هو الذي يُمكنها من إقامة دولة ولاية الفقية بنفس نسختها في إيران وهذا يعني اعتراف كل القوى بالحق الإلهي لهذه السلالة ، اي الاعتراف بالعبودية ،وتكون هذه الدولة هي امتداد لولاية الفقية الفارسية في اليمن .

4 مارس 2024م


طباعة   البريد الإلكتروني