تحالف الفرس والغرب في اليمن إلى أين ...!!!!

تحالف الفرس والغرب في اليمن إلى أين ...!!!!

تحالف الفرس والغرب في اليمن إلى أين ...!!!!

م. عباد محمد العنسي

تطرقت في مقال سابق لتغير تحالف الفرس والغرب في الشام الذي بدى واضحا أن الغرب قرر إنهاء النفوذ الايراني من الشام وان التاريخ يعيد نفسه ، في تحالف الغرب و الفاطميين في القرن الحادي عشر .

هل تكون اليمن هي تعويض لإيران مقابل إخراجها من الشام ؟

قبل الإجابة على ذلك السؤال هناك سؤال اخر هو هل هناك تحالف بين إيران والغرب في اليمن ؟

الإجابة على هذا التساؤل هي نعم هناك تحالف من تحت الطاولة بين إيران والغرب في اليمن فالحركة الحوثية هي إحدى أذرع إيران في الوطن العربي وخلال الفترة من 2015 وحتى الآن كان الغرب هو من يحافظ على بقاء هذه الحركة والتي هي امتداد للسلالة الهاشمية التي قامت عليها ثورة 26 سبتمبر، وكان للغرب قبل 2014م دور بارز في إيصالها من كهوف صعدة إلى صنعاء .
فإذا لم يكن هذا هو تحالف فماذا يمكن أن يسمى ؟ . .

تاريخيا سنعود إلى تحالف الغرب مع الهاشمية السياسية في الوطن العربي في الاربعينيات من القرن الماضي الذي وفقه تم تسليم فلسطين للحركة الصهيونية ، والذي نكث الغرب بوعوده للهاشمية السياسية في العراق والشام والحجاز ، بنما في اليمن كان واضح أن الغرب وفى بتحالفه مع الهاشميين في شمال اليمن ، والذي كان لهم دور بارز في احتلال الحركة الصهيونية لفلسطين بتهجير أكثر من 55 الف من اليهود اليمنيين إلى فلسطين ، لذلك عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م فقد قام الغرب بمحاولة الدفاع عن بقاء السلالة الهاشمية في حكم اليمن من خلال الدعم السخي الذي قدم لهم من أذرع الغرب في المنطقة وهي السعودية والأردن ، واسرائيل ، في تلك الحرب ضد ثورة 26 سبتمبر ، والتي انتهت بنهاية حكم السلالة وخسارة الغرب لنفوذه في اليمن .

إلى الان يمكننا القول أن هذا التحالف بين الغرب وإيران في اليمن لازال قائما ، والا ماذا يعني دخول البارجات الإيرانية إلى البحر الاحمر في نفس الوقت الذي شكل الغرب تحالف لحماية خطوط الملاحة بحجة تهديد ذراع إيران في اليمن لخطوط الملاحة ، والذي لايمكن أن يتم إلا بتنسيق مع الغرب ، وبالرغم من تلك الضربات التي وجهها الغرب للحركة الحوثية ، الا انها لاتزال غير مؤثرة على إيران وذراعها في اليمن ، وانما هي مفيدة لها سياسيا ، هذه الضربات التي وصفها ترامب انها مجرد إهدار لقنابل أمريكية مكلفة والأمر لا يتطلب أكثر من صاروخين .

السؤال هنا هل يمكن أن يستمر هذا التحالف ؟

للإجابة على هذا التساؤل يجب يتم قراءة واقع القوى الحالية في اليمن .

اولا : القوى الأخرى التي تواجه إيران وذراعها الحركة الحوثية هي أيضا تحت هيمنة الغرب ويتم تحريكها وفق توجيهات أذرع الغرب ، وبالتالي هي ادوات تمكن الغرب من القضاء على النفوذ الإيراني في اي وقت وهذا مؤشر أن تحالف الغرب مع النظام الإيراني واذرعه يمكن أن ينهار في أي وقت، أو عندما يتم اكتمال قيام ايران وذراعها في اليمن بدورها، بحسب ما هو مرسوم من قبل الغرب.

ثانيا : الغرب يقرأ الحالة الشعبية ويعمل لذلك حساباته فهم يفهمون أن السخط الشعبي ضد ايران وذراعها قد بلغ أعلى درجاته ، وان الحالة العاطفية تجاه حرب غزة التي يتم اللعب عليها لتهدئة هذا السخط من قبل ايران وذراعها سوف تتلاشى سريعا ويمكن أن تظهر قوة تقود هذه الجماهير وتنهي هذا النفوذ الفارسي في اليمن وتكون هذه القوة عدوة فعلا للغرب ، وبروز أي قوة تقود هذه الجماهير سوف يكون لها ترحيب ودعم من التحالف الصيني الروسي الذي هو الهدف الرئيس مما يجري في البحر الاحمر والعربي والمحيط الهندي ، وسيكون هذا نوع من الغباء السياسي لدى الغرب وتكرار للخطاء الذي ارتكب من قبل الغرب بعد ثورة 26 سبتمبر والتي كانت روسيا أول دولة اعترفت بها ، وأصبحت اليمن بعدها حليف قوي لروسيا .

وفق ماسبق يبدوا أن هذا التحالف بين إيران والغرب في اليمن هو تحالف هش ويمكن أن ينتهي في اي لخطة لكني أعتقد انه سيظل قائما مادام الأمر لم يحسم بعد في لبنان وسوريا.

25 يناير 2024


طباعة   البريد الإلكتروني