حرب اليمن البداية الكاذبة، والنهاية الغادره..!

حرب اليمن البداية الكاذبة، والنهاية الغادره..!

حرب اليمن البداية الكاذبة، والنهاية الغادره..!


✍🏻// *مشتــاق هاشم العلوي*.

البداية الكــــاذبة...!

ربما تبدو ملامح وصف الحرب اليمنية المشتعلة منذُ ثمانية أعوام بالحرب الكاذبة توصيف يحجد بكل التضحيات الذي بذلت هنا وهناك! لكنها الحقيقة المؤلمة الذي لم نقبل تصديقها منذ البداية هذه الحرب جاءت لتكمل حلقات المخطط التآمري ضد الدولة اليمنية ومكتسباتها وتحقيق رغبة بعض العواصم الإقليمية والقوى الدولية في تدمير بنية الدولة اليمنية بصور وأشكال متنوعة؟

وهنا تتجلى ملامح الكذب الزائف حينما أعتبر البعض البداية الفعلية لهذه الحرب الأهلية في ال 26 من مارس 2015 م لاسيما وكل المجريات والأحداث التي سبقت هذا اليوم المشؤوم كانت تتم بمرءا ومسمع، وبدعم مباشر وخفي من بعض الأطراف الإقليمية وهذا ما يؤكد لكل ذي عقل بأن التجهيز لإستهداف اليمن وضرب مكتسباته كان ضمن عملية إستهداف متسلسلة مدروسة الأهداف، ومزمنة التوقيت؟

لم تكن يوم ال 26من مارس غير مرحلة معينة من التمادي والظهور عن قرب فـي خطوط التماس بالصورة الرسمية بعدما أنتهى العمل بالأدوات حينها قررت القوى الإقليمية الكشف عن نفسها ومحاولةً في ذات الوقت التخاطب نيابة عن اليمنين والدفاع عنهم لا عليهم.

الثمن البـاهض والفـاتورة العظيمة...!

لقد أوصلت هذه الحرب العزاء إلى كل البيوت ولم تستثني أحد من مشاعر الفقدان والحرمان وخيمت سحابة الحزن الدفين على أفئدتنا سنوات طويلة لا يحبجها عننا دعوة آممية للتهدئة، او قرارات دولية لفرض السلام...!

للعزاء معنا مسيرة طويلة وللموت فينا رائحة دامت تزكم أنوفنا لسنوات وبعد كل هذا من يقتص لمظلوميتنا من القتلة، ومن ينصفنا من الجرم المشهود الذي وقع علينا..؟

نحن شعب خان أمنياته، وكذب على نفسه، وباع دم أبناءه بثمن بخس لم يقبض منه درهمً واحداً لا للشيئ سوى السير خلف الشعارات الكاذبة، وتقديس الساسة، والإيمان المفرط بفلسفة أمراء الحرب المأجورين،

نقف اليوم أمام أكبر كارثة إنسانية،حسب توصيف الأمم المتحدة وحسب مايؤكده الواقع المزري للشعب،

أزمة مزقت النسيج الإجتماعي لأبناء الشعب الواحد، كم تبدو حرب اليمن أكثر تدميراً من بين كل حروب العالم...!

نقف اليوم ومن خلفنا عشرات الملايين ممن يفتقدو أبسط مقومات الحياة، وملايين المشردين في الداخل والخارج،

نقف على نصف مليون مابين ضحية وجريح، و إعاقة دائمة، وملايين الأطفال مابين المتارس، وتحت تراب المقابر وهناك

للكارثة حجم آخر لانستطيع حتى مجرد التحدث عنه..... !
من يقاضي القتلة وينتصر للضحايا...؟

من يعيد لهذا الشعب نبضات الحياة فيه من جديد بعدما أوقفتها خيبات السنين، وتقلبات الحليف، وغدر الشقيق..... وماذا بعد هذه الحرب؟

هل سنتفق، وكيف؟

القادم الملغوم، والمستقبل المدجج بالسلاح، والأتباع المستميتين على فداء مطعميهم وأرباب نعمتهم من القادة العملاء من يحكم السيطرة عليهم،ويضمن الأمن والأمان للجميع..!

السلام المزيف والنهاية الغادره..؟


اليوم بعد حصاد ثمانية أعوام من الحرب والخراب، وسفك الدماء، وإعادة الدولة اليمنية إلى حظيرة التخلف والجهل عقوداً طويلة للوراء تعاني فيها ويلات التشرذم والإحتراب الداخلي فترات

طويلة لايرى للنور فيها بصيص أمل يسمع اليمنين دوي إعلان مرتقب لتسوية سياسية قادمة بين الخصوم أنفسهم الذين أدخلونا هذا النفق المظلم من المأسآة سنوات متعاقبة! وهنا يخطر السؤال المرير هل حقاً كل الدماء التي سفكت كانت عبثية، وغير ضرورية لدى أي طرف من الأطراف...؟


تبدو الإجابة غاية في الندم والحسرة، وتبدو معها ملامح الخذلان في وجوه المخدوعين بحقيقة هذه اللعبة الدموية التي أزهقت الألاف من أرواح الشباب دون قضية تستحق فالخصوم لديهم نفس الهدف هو قتل أكبر عدد ممكن من أبناء هذا الشعب...!


لن يستطيع أي إنسان يحمل مشاعر إنسانية في ضميره ان يستوعب محاولة القفز على عمق وضخامة المأسآة اليمنية الكارثية بكل المقاييس، والأعلى منزلة بين ترتيب المعارك الأكثر دموية واللا إنسانية!


وكيف لا والحرب في اليمن قد جمعت بين كل الأسباب وتلونت بجميع الألوان؟ بين حرب عقائدية، ومذهبية، وطائفية،و عنصرية وكل المسميات اللا إنسانية والغير مؤمنة بمنطق التعايش والتقاسم للسلطة.

كيف يمكن أن ينسى اليمنيون المـاضي، ويبدأون العمل للبناء المستقبـل؟


ربما تبدو الملامح مخيبة للآمال، والتقيدرات معاكسة للأمنيات، والحقيقة مناقضة للخيال لكنها الفرصة الأخيرة والخيار الأخير أمام الرافضين لأصوات البنادق، ورائحة الموت والبارود، والطامحين بالخروج من هذا الواقع الأليم إلى الفضاء الواسع للبدء بتشيد معالم دولة يمنية راسخة للآبد لاتعتريها يوم من الأيام علة في الجسد كما حصلت معها من قبل!


اليوم بات الوقوف مع أنفسنا واجب ديني وأخلاقي إنساني وأصبح الإنتصار للسلام والتعايش والقبول بالآخر أمر رباني لايقبل الإنقلاب عليه او الرفض فجميعنا قد تذوق مرارة هذا الواقع

 

المزري والمرير وجميعنا بات يؤمن يقيناً بان لاغلبة غير للحق وأهله، وان لامكان يحفظ للجميع كرامتهم غير تراب هذا الوطن، وأن لاشعب يستحق أن يعيش غير هذا الشعب، مافقدناه جميعاً يستحق أن نعتبر منه ونعيد تكبيل شياطين الشر في نفوسنا وان ننشد السلام والتعايش والتسامح فيما بيننا للآبد والله خير النــاصرين.


طباعة   البريد الإلكتروني