ما كان يتم بين السعودية والحوثيين من تحت الطاولة يتم الآن من فوق الطاولة ...!!!!

ما كان يتم بين السعودية والحوثيين من تحت الطاولة يتم الآن من فوق الطاولة ...!!!!

ما كان يتم بين السعودية والحوثيين من تحت الطاولة يتم الآن من فوق الطاولة ...!!!!

م. عباد محمد العنسي

الحوار الذي يجري الآن بين السعودية والحركة الحوثية بعيداً عن الحكومة الشرعية التي يتم التعامل معها كا الأطرش في الزفة ، هو امتداد للتحالف السري مع هذه الحركة والمستمر منذ الإتفاق السري بين هذه الحركة والسعودية في 2014م والذي تم بموجبه إخراج السلفيين من دماج ودعم السعودية لهذه الحركة حتى وصلت إلى صنعاء وانقلابها على الجمهورية .

وبعدها عملت هذه الحركة على إيجاد المبررات اللازمة لتدخل السعودية في اليمن من خلال تلك المناورات الإستفزازية على الحدود السعودية وغيرها ، وبعد تدخل السعودية في 26 مارس 2015م ، كان هناك غرفة عمليات مشتركة بين السعودية والحركة الحوثية في ظهران الجنوب وظلت هذه الغرفة حتى تم القضاء على الرئيس السابق الزعيم علي عبد الله صالح رحمه الله .

بعدها ظل التنسيق المشترك بين السعودية والحركة الحوثية عبر عمان ، ولاتزال عمان تشكل حلقة الوصل بين السعودية والحركة الحوثية، وهذا الدور هو بتوجيه من السعودية فعمان لايمكن أن تقوم بذلك إلا وفق توجيهات سعودية .

ماهو الهدف الخفي الذي تعمل السعودية لتحقيقه في اليمن ؟

الحقيقة أن السعوديه تحاول أن تحقق ما لم تستطع تحقيقه في ستينيات القرن الماضي في حربها ضد ثورة 26 سبتمبر ومحاولة إجهاضها وإعادة الإمامة وقد خسرت في تحالفها وإنتصرت ثورة 26سبتمبر .

اليوم السعودية تمارس هذه اللعبة بطريقة مختلفة عن ستينيات القرن الماضي ، فهي تقوم بدعم الإمامة بحلتها الجديدة الحركة الحوثية من تحت الطاولة ، ومن فوق الطاولة تعلن أنها في تحالف مع القوى الجمهورية ، والحقيقة أنها اوقعت هذه القوى في فخ التحالف الذي تحول من تحالف إلى تحكم بهذه القوى، وطعنها من الخلف.

في عام 1967م -1968 وصل تحالف السعودية والقوى الإمامية إلى ضواحي صنعاء و حاصروا صنعاء 70 يوما وكُسر الحصار وانتصرت ثورة 26 سبتمبر و انكسر التحالف السعودي الإمامي.

في عام 2016م -2017م وصل تحالف السعودية مع قوى الجمهورية إلى ضواحي صنعاء وكان قاب قوسين من دخول العاصمة صنعاء ، ولكن السعودية منعت مواصلة تقدمه لدخول صنعاء ، وفي بداية عام 2020م فجأةً قامت السعودية بإعادة قوى الجمهورية الى مأرب ، تحت تهديد ضرب الطيران السعودي لمن لم يقوم بتنفيذ الأمر بالإنسحاب ، وكذا إعادة محافظة الجوف للحركة الحوثية ، وأُعلن أن ذلك انسحاب تكتيكي .

لكنها كانت رسالة واضحة قالتها السعودية في عام 1968 ارجعتمونا من ضواحي صنعاء ، وها نحن اليوم نعيدكم من ضواحي صنعاء.

وها هي اليوم في الرياض تستكمل مهمتها في إعادة الإمامة إلى اليمن وإعادة تقسيمه من فوق الطاولة ، من خلال هذا الحوار المباشر مع الحركة الحوثية ، وتدعو هذه الشرعية التي تحالفت معها وأصبحت متحكمة بها لتنفيذ ما توصلت إليه مع الحركة الإمامية ، أي انها تملي على الشرعية القبول بما تتوصل إليه مع هذه الحركة .

الخلاصة
إن السعودية اليوم تحاول أن تنجح فيما فشلت فيه في ستينيات القرن الماضي ، لكنها لن تنجح بعون الله ورحم الله الأستاذ هيكل الذي قال إذا انتصرت السعودية في اليمن فإخرجوا جثتي واحرقوها .

26 نوفمبر 2023م.


طباعة   البريد الإلكتروني