المقاومة الفلسطينية مابين دولة الولاية والخلافة ..!!

المقاومة الفلسطينية مابين دولة الولاية والخلافة ..!!

المقاومة الفلسطينية مابين دولة الولاية والخلافة ..!!

م. عباد محمد العنسي

سوف اتطرق في هذا المقال لدولة الولاية والخلافة و موقفهما من الأحداث الجارية في غزة .

بداية يجب أن نوضح مفهوم كل من دولة الولاية والخلافة ، فقد تطور هذا المفهوم وأصبح هناك ثلاثة مفاهيم لكل منهما وهي كما يلي :

المفهوم الاول :
أن دولة الولاية هي دولة هاشمية ، ودولة الخلافة - وفق فقه الخلافة - هي دولة قرشية، أي هاشمية قرشية، هذه هي الهوية الاولى , أي هوية سلالية عرقية وهوية سلالية مناطقية عرقية.

المفهوم الثاني :
أن دولة الولاية شيعية ، ودولة الخلافة سنية أي أن لكل دولة هوية دينية مختلفة ، مع بقاء الهوية الاولى ، البعض يطلق عليها هوية طائفية ، مع أن الطائفة الشعبية هي دين مختلف تماما عن الطائفة السنية .

المفهوم الثالث :
أن دولة الولاية الان هي فارسية ، اي تحمل الهوية القومية الفارسية مع الاحتفاظ بالهوية السلالية والدينية ، وان دولة الخلافة الان هي تركية أي تحمل الهوية القومية التركية ، لكن لم تعد الهوية القرشية قائمة ، وانتهت هذه الهوية بنهاية الدولة العباسية .

فلسطين كدولة وشعب هويتها هي قومية عربية ، وكدين هي هوية متعددة( إسلامية ، ومسيحية ) وهويات طائفية أخرى كا الدرزية وغيرها.

المقاومة الفلسطينية منقسمة وفق ما تم ذكره أعلاه كما يلي :

دولة الولاية : تمثلها حركة الجهاد الإسلامي ، ودولة الخلافة : تمثلها حركة حماس ، الهوية القومية العربية تمثلها حركة فتح بشقيها الاسلامي والمسيحي ، وغيرها من الهويات الدينية .

في قطاع غزة تتكون المقاومة الفلسطينية ، من كل الاتجاهات المشار إليها أعلاه وما يجمع بينها هي هوية الشعب الفلسطيني الهوية القومية العربية ، الهوية الجامعة التي تنطوي تحتها كل تلك الهويات الدينية .

-موقف كل من دولة الولاية ، والخلافة من القضية الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة جماعية هو موقف لا يختلف عن أي موقف لأي دولة من دول العالم بل أنه لا يرتقي إلى مواقف بعض دول العالم التي لاعلاقة لها بالدين ولا بالمقاومة الفلسطينية من قريب أو بعيد مثل بوليفيا وغيرها .

خلاصة "لا دولة الولاية يعنيها الشعب الفلسطيني و المسجد الأقصى ، ولا دولة الخلافة يعنيها الامر كذلك

تساؤل هام هنا لماذا لا تعتبر إيران وتركيا فلسطين كما هي سوريا وتدخل عسكريا ؟؟!

الواقع أن هذين المشروعين هما مشروعان تم التسويق لهما بإسم الدين ليحلا محل الهوية القومية العربية ، وقد نجحا في تدمير مشروع إحياء القومية العربية ، كقاعدة فكرية لإعادة توحيد الوطن العربي ، وأصبح الوطن العربي غنيمة يتنافس على تقاسمها المشروع الفارسي ( دولة الولاية ) والمشروع التركي ( دولة الخلافة ) ، وأن تلك الحركات في الوطن ، التي تحمل مشروع دولة الولاية والخلافة ليست سوى أدوات لتنفيذ هذين المشروعين سواء كانت تدرك ذلك أم لا .

في ظل خذلان ، دولة الولاية ، ودولة الخلافة للمقاومة الفلسطينية الممثلة لهما ، فقد انكشف القناع الخفي الذي يستخدمه المشروع الفارسي والتركي للتمدد في الوطن العربي


أعتقد أن المقاومة الفلسطينية في غزة قد استوعبت ذلك ، فهي وان كانت ترتبط بفكر الولاية والخلافة فإنها تحمل مشروع واحد هو تحرير الشعب الفلسطيني ، وستقوم باعادة النظر في ذلك التوجه الفكري الذي أثبتت الأحداث أنه ، وهم و خدعة لتنفيذ المشروع الفارسي والتركي ، أما بقية الحركات المرتبطة بدولة الولاية والخلافة فليس لها أي مشروع سوى تنفيذ المشروع الفارسي والتركي في الوطن العربي .

وعلينا جميعا أن نعي جيدا أن الدين لله الإسلام هو دين هويته الظاهر بها للناس كافة هي الهوية العربية ، وإن علينا تصحيح هذا الإختلال الفكري حتى نستطيع النهوض كقوة قادرة على مواجهة القوى الدولية الطامعة بالوطن العربي ومقدراته .

15نوفمبر 2023م


طباعة   البريد الإلكتروني