يوم الولاية اليمنية

يوم الولاية اليمنية

 

يوم الولاية اليمنية

الدكتور صادق السالمي

لم اجد في هذه المناسبة انسب من اعادة نشر هذه الوثيقة التاريخية التي كتبتها العام الماضي.


السابع عشر من يوليو 1978 ليس يوما تاريخيا او لحظة فارقة في حياة اليمنيين جميعا شمالا وجنوبا وانما هو يوم ولادة الجمهورية الثانية التي تم تدشينها بانتخاب المقدم علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية العربية اليمنية حينها. هذه الانعطافة التاريخية لم يقتصر تاثيرها على الجمهورية العربية وحدها وانما امتد ليشمل الوطن العربي باكمله فلاول مره يسمع العرب جميعا بكلمة انتخاب ولاول مرة يأتي للحكم رئيس عن طريق الانتخاب في سياق جغرافي يمتد لاكثر من اربعة عشر مليون كيلومتر ويضم واحد وعشرين دولة كل من يحكمها جاء للحكم عن طريق الدبابة والانقلاب ومجلس قيادة الثوره بما في ذلك انور السادات كلهم جميعا تم تعيينهم من المجالس العسكرية ووحده علي عبدالله صالح الذي اتى للحكم عن طريق الانتخاب من مجلس الشعب الشعب التأسيسي وكان بامكانه حينها تولي الحكم عن طريق المؤسسه العسكرية وبقوة الدبابة ولم يكن ليعترض على ذلك احد داخليا او خارجيا فداخليا سبقه اربعة رؤساء اتوللحكم عن طريق الانقلابات العسكرية وخارجيا كانت الانقلابات العسكرية والدبابة هي الطريقة المثلى لتولي الحكم في كل دول العالم الثالث وكانت الانقلابات مدعومه وممولة من دول العالم الاول.

لكن علي عبدالله صالح اثر تولي الحكم بطريقة ارقى وانضج بطريقة لا تتبعها الا دول العالم الاول الراسخه في ديموقراطيتها اثر علي عبدالله صالح اتباع الطريقة المدنية في تولي الحكم فكان اول رئيس عربي منتخب وكان دافعه في ذلك خبرته وحنكته العسكرية اذا كان يعي ان استمرار العسكر في السلطه لن يخرج البلاد من دوامة الانقلابات ودوراتها المتكرره بامتداد مستقبلها وان البلاد لن تخرج من دوامة الدماء الا بتدشين عهد مدني من خلال انتخاب رئيس للدوله بعيدا عن سلطة العسكر.


اقول ان الدوله المدنية ومايترتب عليها ويرافقها من بناء للمؤسسات وارساء لثقافة السلام كانت هي برنامج الحكم الذي عمل علي عبدالله صالح على تنفيذه خلال سنوات حكمه الذي تولاه بعد مقتل رئيسين وتولاه في اتون حرب اهليه كانت تسمى حرب الجبهه التي كانت قد امتدت لتشعل اغلب المحافظات الشماليه ولم تكن تسيطر الدوله فعليا حينها الا على مراكز المحافظات فيما اغلب مديريات محافظات اب وتعز والحديده وذمار والبيضاء كلها كانت اجمالا بيد قوات الجبهه فيما عمران وصعده ومارب والجوف كلها كانت تحت سيطرة المشايخ والنافذين ولم يكن للدوله فيها نفوذ يذكر ورسائل الرئيس ابراهيم الحمدي للشيخ الاحمر تثبت ذلك .


المهم دشن صالح عهد السلام والبناء والتنمية ولم يعمل فقط على اخماد كل فتنه او كل بؤرة للصراع فقط بل حول كل بؤر الصراع والحروب الى فرص وادوات للسلام فتحولت حرب تسعه وسبعين بين الشمال والجنوب الى اتفاقية للوحدة اليمنية وحول حروب الجبهه الى ارضية سلام وديموقراطية ومصالحه اسمها المؤتمر الشعبي العام بل انه حول الانقلاب الناصري ضده الى شراكة مع الناصريين في الحكم والاهم من كل ذلك ان القطيعة مع عهد الدم والقمع والاضطهاد والملاحقة السياسية تمت من خلال استبعاد سيئ الذكر محمد خميس من جهاز الامن الوطني ومحمد خميس هو الذي تم تعيينه في عهد ابراهيم الحمدي واستمر في عهد الغشمي وكانت مهمته هو وجهازه ملاحقة المتحزبين والسياسيين وتعذيبهم وقمعهم واضطهادهم وقد تمت اقالته من علي عبدالله صالح بعد ثلاثه اشهر فقط من توليه الحكم.


كما قام خلال نفس فترة الثلاثة الاشهر بطرد الملحق العسكري السعودي صالح الهديان الذي كان يعمل مندوبا ساميا سعوديا يحكم اليمن من السفارة السعوديه.


في عهد علي عبدالله صالح خرجت كل قوى العمل السري الى العلن ومارست السياسه بدون خوف واشتغل كل رموز العمل السياسي بشكل علني من خلال المؤتمر الشعبي العام واطلق اليساريين صحفهم والاسلاميين والقوميين الكل مارس العمل السياسي دون خوف او اضطهاد .

حين اندلعت احداث يناير سته وثمانين كان علي عبدالله صالح اول الداعيين الئ ايقاف الحرب ووقف نزيف الدم واستضاف الهاربين من بطش اخوانهم وكذلك حول صالح دورة العنف والدم الجنوبية الى اكبر فرص السلام والتنمية وحقق من خلالها اكبر منجز لليمن في تاريخها المعاصر وهو الوحده اليمنية الذي كان علي عبدالله صالح اول رئيس لجمهوريتها واول قائد تاريخي يمني حكم اليمن من المهره الى صعده منذ اربعة الف عام وحين عرض عليه الحزب الاشتراكي فكرة دمج المؤتمر والاشتراكي والحكم الشمولي باسم الحزب الواحد رفض علي عبدالله صالح الفكره من حيث المبدأ واصر ان تكون الوحده مقرونه بالديمواقراطيه وان يحكم الشعب نفسه من خلال الانتخابات.

وفي العام تسعه وتسعين دشن علي عبدالله صالح عهدا جديدا تمثل في انتخاب الشعب لرئيسه بشكل مباشر وبدون المرور بدورة الانتخاب من خلال مجلس النواب.


لن اتحدث عن بقية انجازات علي عبدالله صالح وساكتفي بالقول ان علي عبدالله صالح تولى الحكم وفي اليمن ست مدارس ثانوية ومائتين وتسعين مدرسه اعدادية وابتدائية وخمس كليات في جامعة صنعاء التي لم تكن حينها جامعة اصلا وخرج من الحكم وفي اليمن اربعه وثلاثين الف مدرسة يدرس فيها خمسه مليون طالب وسته عشر جامعه يدرس فيها ثلاثمائة الف طالب ويعلمهم فيها سته الف دكتور.

تولئ علي عبدالله صالح الحكم وفي اليمن خمسه مستشفيات وتركها وفيها مائتي مستشفى حكومة وستمائة مستوصف ووحدة صحية تولى الحكم واليمن يمنان وتركها يمن موحد تولى الحكم وعدد السكان خمسه مليون وتركها بفضل الرخاء الاقتصادي وعدد سكانها ثلاثين مليون ولم يحدث ان تضاعف عدد سكان دوله لست مرات في هذه الفتره الزمنيه علا مستوا العالم الا في عهد علي عبدالله صالح .

تولى علي عبدالله صالح واليمن تعيش علا ذكرى سد مارب الذي لم يحاول احد اعادته او بناء بديل له علا مدار الف وخمسمائة سنه ولم يترك اليمن الا وقد اعاد سد مارب واضاف بجانبه خمسمائة سد ومع الاسف لم يجد شاعرا واحد يقول ثمانون سدا تقذف الماء سائلا .

تولى علي عبدالله صالح الحكم وجيشنا خمسة الوية وتركها ونحن خامس اقوى جيش في الشرق الاوسط تولى الحكم ونحن بلا طرقات ولا كهربا ولا بترول ولاغاز ولم نكن نملك شيئ وترك الحكم ولم يكن ينقصنا شيئ ونقص كل شيئ بما في ذلك قيمتنا كمواطنيين يمنيين بمجرد تركه للحكم.


السابع عشر من يوليو بالنسبه لنا مواطني الجمهورية اليمنية هو يوم الولاية يوم ولاية الشعب لنفسه بنفسه
سلام الله على عفاش في ذكرى عيد جلوسه المجيد
سلام الله على عفاش في ذكرى قيامته الثانية
تحيا الجمهورية اليمنية وصانعها المجيد
بغرنا.

#الوفاق_نيوز


طباعة   البريد الإلكتروني