الــ 11 فبراير والذكرى المشؤمة...!

الــ 11 فبراير والذكرى المشؤمة...!

الــ 11 فبراير والذكرى المشؤمة...!

✍🏻م. مشتــاق هاشم العلوي.


سأكتب عن فبراير مرة ثانية، ولكن لن تكون الأخيرة، وأنا هنا مضطراً للكتابة لبراءة الذمه أولاً من رجس هذا العمل الغير سوي،،

وثانياً..... لكي نشرح للأجيال الصاعدة مدى الضرر الكبير الذي أصابت به هذه الغوغاء مدامك وأركان الدولة اليمنية وكيف هوت بها إلى القــاع...؟

يجب كشف حقيقة ما جرى وإلى أين أوصلو البلاد أولئك العابثين بمشاعر الشعوب ، وما حقيقة وأبعاد تلك الشعارات التي كانوا يرفعونها والتي اثبتت الأيام أنها لم تكن أكثر من سهام سامّة وصلت تباعاً إلى أهدافها بما فيها صدور وعيون من اطلقوها لترتد عليهم..؟

11فبراير فاجعة وطنية ، ومنعطف خطير في حياة اليمنين،،


11فبراير بوابة كبرى لدخول البلد إلى فراغ اللادولة وضياع السيادة وتمزيق الوطن وغرزه بالإرهاب والأحقاد والمذهبية،،


11فبراير2011مفتتح للفوضى... وجسر حمل الناس إلى الخراب والبؤس القابل للإشتعال على الدوام،،

11فبراير ذكرى على أطلالها بكى يمنٌ وتشظّت حياة ، ونزف وطــن..🇾🇪

11فبراير 2011 نموذج لخداع الذات والدفع بها لتدمير المقدس والكفر به ،وإحتراف الجريمة.

ولقد كانت ومازالت وستظل نكبة الـ11فبراير صيحة في غير محلها ودعوة فاجرة لتغريب المجتمع وتهجير أبنائه وتفويج الكراهية فيما بينهم، وتلغيم حياتهم بكل المفاهيم العرجاء والأفكار العمياء ولست بحاجة للقول ، إن الاحتجاجات حينما قامت لم يكن المجتمع اليمني ينعم بالرخاء والرفاه والسلام ، بل كان يعاني من أزمة معقدة الأوجه ، هذه الأزمة نفسها هي ما جعلت الرئيس صالح يبحث عن حلول حقيقية لها ، ولذلك أطلق عدة مبادرات كانت جميعها تقابل بالرفض الثوري ، لكن صالح تصرف كقائد وطني وسارع إلى الإعلان بأنه لن يرشح للإنتخابات القادمة لا هو ولا أحد من أقربائه وطلب من اللقاء المشترك تشكيل حكومة جديدة برئاسته وتشكيل لجنة عليا للإنتخابات وتصحيح سجل الناخبين.

والسؤال الذي يطرح نفسه :

هل بين هذه المبادرات أي مبادرة يمكن وصفها باللا وطنية.... ؟

أعتقد أن أي عاقل سيقول لااا ،

لكن المشكلة الحقيقه أن الشباب الذين خرجوا بصدورهم العارية سلموا عقولهم لآخرين يفكرون ويقررون نيابة عنهم ، وحصروا أنفسهم وثورتهم بعلي عبدالله صالح وأسرته وانشغلوا بذلك ، حتى تحول الأمر إلى كراهية وعدوانية وساروا في طريق مصمم وفق معايير الفئة الخبيثة التي كان من مصلحتها إسقاط السلطة وإعادة تدويرها من جديد...!

اليوم وبعد سنوات من كل ماحدث لم يتغير شيء في "اليمن" كل ماحدث هو ان حياة المئات من السياسيين تغيرت صوب الأفضل ، وبالمقابل فقد اليمنيون عاصمتهم وتشظى الوطن وتغولت المليشيات في شمال الوطن وجنوبه وبات اليمنيون ككل غرباء في بلادهم....؟

فقد "اليمنيون" اعمالهم، وفقدوا وطنهم، وامنهم، وكل شيء وباتوا مشردين بين مدن الداخل وعواصم العذاب والهوان الخارجية..!
لم يكن "علي عبدالله صالح" على كل حال خيارا جيدا لكنه الأقل سوأ ،

ولقد أدار البلاد بالكثير من المتناقضات، ولكنها كانت مثمرة وءاتت أكلها في أغلب الظروف.

اليوم وبعد سنوات كاملة على مشهد إحتراق مؤسسات الدولة اليمنية نقف اليوم لنعترف بــ ان "علي عبدالله صالح" رحل عن السلطة بعد كل هذه الأحداث وسلم من بعده دولة بكل ماتحمله الكلمة من معنى،،

ومهما كذب الآخرين بقولهم أنهم لم يتسلموا فوقائع الأحداث لاحقا أثبتت ان صالح رحل وترك لهم دولة تقاسموها وأضاعوها ودمروها وافسدوها وسلموها للمليشيات وفروا هاربين ، لم يكونوا مؤتمنين أبداً على حياتنا وعلى مصائرنا ابدا.

اليوم وبعد مسيرة سنوات متعاقبة من الضياع والتشرذم والتمزق مايثير الدهشة ويضاعف الحزن والآلم والحسرة إننا بعد كل هذه السنوات من النكبة لايزال ثمة حمقى ممن يصرو على ضرورة ان نحتفل بهذه الذكرى وان نخرج إلى الشوارع لكي نحتفي بتدمير بلادنا.....!

ولا ندري هل فقد هؤلاء الآهلية ولم يستطيعو تمييز واقع الحال بعد نكبتهم عما قبله،،

او هي التجرد من معنى الوطنية وإستباحة حرمات الوطن في سبيل طموح الدوحة وأنقرة؟.


طباعة   البريد الإلكتروني