ماذا بعد وصول البوارج الصينية والروسية للبحر الأحمر ..؟؟

ماذا بعد وصول البوارج الصينية والروسية للبحر الأحمر ..؟؟

 

ماذا بعد وصول البوارج الصينية والروسية للبحر الأحمر ..؟؟

م. عباد محمد.العنسي

هل تلك الاساطيل والبوارج الحربية للدول العظمى التي أصبحت تجوب مياه البحر الأحمر والعربي طولاً وعرضاً هي لحماية السفن التجارية من هجمات الحركة الكهنوتية الحو..ثية ؟

فقد أصبح لكل سفينة تجارية بارجة عسكرية فيما لو تم إحصاء تلك البوارج ومتوسط عدد السفن التي تعبر عبر البحر الأحمر ؟ هذا الكلام هو هراء لا يمر الا على الذين لا ناقة لهم ولاجمل في عالم السياسة وفي الصراع الدولي المحتدم منذ تفجير الحرب في أوكرانيا.

بدخول بارجتين روسيتين إلى البحر الأحمر قبل بضعة أيام ، ومن قبل البوارج الصينية ، أصبحت القوى الدولية المتصارعة مُمَثله بالغرب بقيادة امريكا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى متواجدة بأساطيلها في البحر الأحمر والعربي وكل ذلك بفضل الحركة الكهنوتية السلالية الهاشمية ذراع نظام الملالي في اليمن التي اوجدت المبررات لذلك ، ( هل تتذكرون ذلك الزامل لهذه الحركة الذي يقول اشعلوها حرب كبرى عالمية ) ، طبعاً غزة والشعب الفلسطيني لم يستفيد ولا صفر في المائة من تلك المسرحيات التي بررت توافد الاساطيل الحربية ، التى البحر الاحمر والعربي.

لقد اكتملت صورة الوضع بتمركز القوات الامريكية في جزيرة سقطرى التي تتحكم بحركة الملاحة الدولية في المحيط الهندي والبحر العربي والذي أكدته امريكا ولم نسمع أي ردة فعل من تلك الشرعية التي تقع هذه الجزيرة تحت سلطتها بما يعني صحة ذلك ، وغيرها من الانشطة العسكرية الغربية في كل من حضرموت والمهرة هذا يعني أن كل هذه القوى المتصارعة في اليمن بدون استثناء محسوبة على الغرب وتعمل على تحقيق الأهداف الغربية ضد الصين وروسيا .

نعم لقد أصبح البحر الأحمر والعربي الان عبارة عن قواعد متحركة للقوى العالمية واصبحا جاهزين ومهيئين ليكونا ساحة صراع دولي ، يمكن ان يشتعل في اي وقت وإن بدأ هذا الصراع لا احد يعرف الى اي مدى سيكون وكيف ستكون نهايته.

الوضع في اليمن سيظل في حالة صراع بين القوى المتصارعة ، حتى يُحسم هذا الصراع الدولي ، وما الحديث عن خارطة السلام تلك التي هي برعاية امريكا سوى وهم وتخدير يسوَّق للشعب اليمني ، لان بقاء الوضع على ما هو عليه الان يحقق مصلحة القوى الدولية التي تُمسِك بخيوط اللعبة الداخلية في اليمن ، والتي وجهت هذه القوى لتحقيق مخططاتها ، ومن هنا جاء تعديل بعض بنود ما كان قد تم الاتفاق عليه في مشاورات الرياض بين تلك القوى المتصارعة ، برعاية امميه وامريكية والذي يهدف إلى تحقيق السلام في اليمن ، وجاء التعديل من قِبَل امريكا ، وفق ما سُرِب من قِبَل رئيس حكومة الشرعية احمد بن مبارك ، وهذا التعديل يصب في هذا الاتجاه ، بل وتأجيج هذا الصراع في المرحلة القادمة ولكن وفق ما تحدده وتوجهه البوصلة الامريكية .

ما أشبه الليلة بالبارحة فالوضع في المنطقة العربية الان يشبه ذلك الوضع الذي كان سائداً قبل الحرب العالمية الثانية من حيث هيمنة الغرب عليها ، وكان هذا هو هدف الربيع العربي ، وفق تصريحات كبار صانعي السياسة الأمريكية مثل كسنجر في عام 2012م والهدف من ذلك كما صرح كسينجر هو الإعداد للحرب ضد الصين ، وفي إعتقادي أن الوضع في اليمن والمنطقة العربية لن يستقر إلا بعد أن تضع الحرب القادمة أوزارها ، وأن سيناريو ما بعد الحرب العالمية الثانية في المنطقة العربية والذي كان للاتحاد السوفيتي اليد الطولى في تحديد مساره ، سوف يتكرر وستكون اليد الطولى فيه لروسيا والصين وإن من يراهن على الغرب واذرعه في المنطقة الان سوف يكون هو الخاسر ، فقد اقتربت الساعة وانشق القمر .

31  مارس 2024م


طباعة   البريد الإلكتروني