لماذا يجب على أبناء اليمن تعظيم (مـأرب)؟

لماذا يجب على أبناء اليمن تعظيم (مـأرب)؟

لماذا يجب على أبناء اليمن تعظيم (مـأرب)؟


✍🏻مشتـاق هـاشم العلوي

يوم تاهت صنعاء، وعدن، وتعز وحضرموت بين الجمهورية والإمامة، بين الوطنية والعنصرية، بين الفوضى وقسوة المليشيات، بين المناطقية والمدى المفتوح بالوحدة،،


وحينما انفجرت الأرض بخطــايا الإماميين، واستكان اهل المدن للظلم ومصادرة حقهم في الحياة وفي العيش..... تكبدت مأرب من لحمها ثمن تصحيح المسار وقدمت صورة أخرى بأنها الأرض المطهرة بدماء الشهداء الذي لن تلين او تستكين لغير الله.


كانت الأشجع يوم جَبُنَ كثيرون،


وكانت الأكرم يوم بخل الأكثر،


وكانت اليمن حينما غاب الوطن،


وكانت الطريق يوم تاه المسير،


وكانت ضوء اليمن يوم حلَّ الظلام،


وكانت الأمل حينما اشتد اليأس،


وكانت الأرض اليمنية الوحيدة التي اختلط فيها الدم اليمني، وهبَّت اليمن كلها لنجدتها مثلما هبَّت هي منفردة لنجدة اليمن...!


اعتقد الأعداء أنهم من خلال بعض الساقطين من أبناء مأرب الذين تخلفوا عن ركب الحرية وسعوا إلى العبودية ما استطاعوا لذلك سبيلا أنهم يستطيعون ترويض أبناء مأرب ، لكن هؤلاء الخارجين من شقوق التاريخ لم يقرأوا التاريخ وإلا لأدركوا بأن أبناء مأرب هم طليعة الأمة وهم أبناء حضارة سادت العالم من قبل أن يولد التاريخ.

وقفت مأرب وحيدة تقاتـل بشبابها والشيوخ الذين أنجبتهم أرض سبأ ومنحتهم صلابة الإرادة ليقفوا بأجسادهم سداً منيعاً في طريق أعداء الحياة التي تريد إستباحة الأرض والعرض والكرامة لخدمة الأجندة الإيرانية والصهيونية.


وقفتَ مأرب وحيدةً تقاتل بإسم اليمن ، نيابة عن الأمة التي تخلت عن دورها في مواجهة التمدد الإيراني الذي يسعى إلى إلتهام الجميع وتقاسم الخريطة العربية مع الصهيونية ، في الوقت الذي تقاتل فيه مأرب نيابة عن اليمن وعن الأمة ، هناك من اليمنيين الجمهوريين من امتلأت قلوبهم بالحقد الشخصي وأصيبت عيونهم بالعمى ينتظرون سقوط مأرب ، بل ويتمنون سقوطها نكاية بنصفهم الآخر الجمهوري..!


وقفتَ مأرب وحيدةً تقاتل أعداء الحياة ، حياة اليمنيين والعرب جميعاً وحقهم في مستقبل أفضل ، تقاتل في حين جميع الجبهات متوقفة تحرس الهدوء فيها حتى يعود الحوثي من معركته في مأرب!؟


وهكذا يكون على مأرب أن تدفع بعض وهج الجمهورية المقدسة بالدم لتعويض الغياب المفجع لبقية الجبهات.

نرفع لمأرب ومقاومتها القبعة إجلالاً واحتراماً وتقديراً ، لقد سجلت انتصاراً مؤكداً على أعداء الجمهورية التي اعتادت أن تحشد كل طاقاتها لتحقيق نصر سريع وبأي ثمن ،،


لكن مأرب ليس لها ثمن ، فقد أثبتت مأرب أن الحوثية كذبة كبرى تبقيها على قيد الحياة مؤامرات إقليمية ودولية منعت فتح جميع الجبهات في وقت واحد خوفاً على هزيمتها وتنقذها حين تتعرض للهزيمة كما حدث لها في الحديدة حينما تداعى العالم لوقف معركة تحرير الحديدة ، حينما كانت هذه العصابة تترنح هناك...؟


مأرب أذاقت هذه العصابة مرارة الألم وأطعمتها الرعب وأجبرتها على الفرار من أرض المعركة وهي تجر أذيال الخيبة والهزيمة ، لقد انتصرت مأرب لأنه لا بديل للإنتصار إلا الإنتصار ، وسيسجل التاريخ أن مأرب وحدها انتصرت وأن من يزعمون مقاومتهم للحوثي تركوا مأرب تواجه مصيرها لوحدها في الميدان ، بل إن بعضهم مد يده للحوثي نكاية بمأرب وأهلها الأبطال الذين انتصروا لثورة ٢٦ سبتمبر من قبل وينتصرون اليوم من جديد للجمهورية والعزة والكرامة .

مأرب هي أيقونة اليمن ودرعها الحامي وستبقى قبائل مأرب معجزة الإنتصار فمنها وبها انتصرت ثورة ال٢٦ من سبتمبر،


وعندها انتهت الملكية لتشرق شمس الجمهورية ، وهاهي اليوم تبعث رسالة لأولئك الذين ينكرون الإنتصار والذين لا يرون في مأرب شعب يصنع نصره وإلى أصحاب القلوب التي ملأها الخوف من الحاضر والمستقبل وأصحاب النفوس التي يقتلها أن ترى مأرب تنتصر لأسباب أيديولوجية وكذلك أصحاب الأرواح المتشائمة التي يئست من الكرامة ، نقول لهم مأرب تعيد لكم العزة والكرامة...؟


مأرب تحتفل اليوم بهزيمة الذين ارتضوا الهزيمة وارتضوا بالعجز وبقلة الحيلة ، وتقول لهم إن من يمتلك قراره ويعرف هدفه ويعشق أرضه ويثق بنصره لابد له أن ينتصر ، فاخلعوا نعالكم إنكم في مأرب التي مرغت بقبائلها ومقاومتها أنف الحوثي في التراب وجعلت مقاتليه من المغرر بهم يتساقطون كالعهن المنفوش...!

اليوم مايقارب العقد من الزمان ومأرب صامدةً في وجه المعتدين، كل البيوت في مأرب دفعت فاتورة الدم من أبناءها ورجالها، وشكلت مأرب ملاذً أمنً لكل الهاربين من بطش الخصوم، و أرضية خصبة للتعايش والسلام والأمن والأمان لكن مطابخ الفتنة لازالت قائمة وتعمل جاهدةً على ضرب مأرب بكل الطرق والأساليب لإلحاقها بركب المهزومين.. !


وعلى الرغم من كل هذا الثمن الباهض الذي تكفلت بدفعه مأرب من دماء أبناءها الزكية لايزال يسعى بعض أولئك المتربصين لإلحاق السوء بأرض سبأ وخلق شرارة فتنة داخلية يراد لها ان تحرق مأرب وتقضي على مجدها التليد لكي تصبح نهاية العظمة المأربية نهاية مشئومة عنوانها الإنقسام الداخلي...!


أزمة الوضع في مأرب تزداد حساسيتها يوم بعد يوم وهنا يتسأل الكثيرين هل غفلت مأرب و عجزت عن حفظ سلامها الداخلي، ام هناك مؤامرة أكبر من قدرة مأرب ورجالها وقبائلها...؟
كل الأسباب جائزة لكن القدر المقدور لن يكون غير لائق بمستوى عظمة مأرب ورجالها، وقبائلها وشعبها...... هذه قناعتي التامه.


لن تهزمنا الخيبات والدسائس، ولن تضعفنا المكائد والمحن، وستمضي مأرب في نهجها الوطني ترفض كل المخططات الهدامة وتسير للمجد بخطوات ثابتة مستمدة قوتها من عزيمة شعب يرفض الإنكسار ويعشق الكرامة ويفضل الموت على العبودية وحياة الذل والهوان، وما يعزز صمودها هو النسيج الإجتماعي الوثيق بين أبناءها الذين يتداعـون بالسهــر والحمــى عند كـل غصــة تصيب شخــص منهم.


طباعة   البريد الإلكتروني