هل ينتصر الغرب لغزة ..!!!!

هل ينتصر الغرب لغزة ..!!!!

هل ينتصر الغرب لغزة ..!!!!

م. عباد محمد العنسي

هناك فرق كبير بين خروج الجماهير العربية للدفاع عن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة على يد الكيان الصهيوني وحلفائه، وبين خروج الجماهير في اوروبا وأمريكا.

في الوطن العربي لا يمكن أن تخرج الجماهير للشوارع للضغط على الحكومات بناءً على دعوات يوجهها الناشطين من دعاة الحرية ، و اصلاً لا يوجد ناشطين لدعاة الحرية و إن وجدوا فهم حالات نادرة .

وما خروج الجماهير العربية إلى بناءً على إيعاز من الحكومات، كنوع من سياسة الابتزاز والخداع ، فها هو الرئيس السيسي يقول للمستشار الألماني انا لو ادعو الشعب للخروج ضد تهجير أبناء غزة حتخرج الملايين في كل المدن ، وبالتالي فإن تلك الجماهير ليست حرة حتى تدافع عن الحرية ، فهي بحاجة لمن يدافع عنها وعن حريتها ، وخروجها هو للتنديد والشجب والإستنكار ، كما هي سياسة حكومتها .

هذا ومن جانب آخر فهذه الحكومات لا تهتم كثيراً لغضب الشارع الذي لم يخرج اصلاً ليعبر عن غضبه من موقفها المتخاذل تجاه أبناء الشعب الفلسطيني ، مع أنها فعلاً غاضبة الا أنها غير قادرة أن تخرج لتعبر عن غضبها ، و إن خرجت ولن تخرج فإن بقاء هذه الحكومات ليس مرتبط برضا الجماهير عنها أو عدم رضاها.

لذلك نجد أن خروج الجماهير العربية في الأقطار التي تدعو لذلك يكون آني وسريعاً ما يتلاشى وهذا ما هو حادث الان حيث أصبح خروج الجماهير يأخذ شكل منحنى تناقصي ، لأن الجماهير تعي أن خروجها وعدم خروجها سواء ولن يغير شيء .

طبعاً الخروج الذي تم في ثورات الربيع العربي والذي أدى لسقوط حكومات عربية ما كان يمكن أن يحدث لو لم تكن قيادته وتمويله من الغرب ، وكان خروج للهدم وليس للبناء ، وفق اهداف من قاده مموله ، فخروج الجماهير في الوطن العربي يحتاج موازنة وخطط وإعداد لسنوات .

لكن في الدول الغربية نشاهد ان الملايين تخرج إلى الشوارع تدعوا الى إيقاف العدوان على غزة ، وتنادي بالحرية لفلسطين ، وتخرج نتيجة دعوات الناشطين الأحرار و نتيجة عن اقتناع تلك الجماهير بأن هناك إبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، و ان واجب عليهم إيقافها ، بينما الشعب العربي مقتنع بأن الشعب الفلسطيني يباد ، منذ 75 عام ، ولم يقم بواجبه، بل إن معظم شعوب الأقطار العربية تتعرض للإبادة منذ بضع سنوات وهي غير قادرة أن تدافع عن ذاتها ، وقد حاولت الحكومات الغربية منع هذه التظاهرات كما هي فرنسا دون جدوى .

لذلك نجد أن هذه المناصرة الشعبية لغزة في الدول الغربية تشتد وتتسع من اسبوع الى آخر لأن صورة الجريمة تصل إلى عدد أكبر كل يوم ، بفضل شبكات التواصل الاجتماعي التي أنهت هيمنة الصهيونية العالمية الإعلامية واخفاء جرائمها عن العالم ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الجماهير تخرج ضد سياسات حكوماتها التي أرسلت الأساطيل لقتل الشعب الفلسطيني ، وتدعو حكامها إلى التوقف عما تقوم به ، ولأن بقاء هذه الحكومات مرتبط برضا هذه الجماهير ، لذلك نجد أن صوت الجماهير يؤثر على صناع القرار من اسبوع الى آخر وما حصل في مجلس العموم البريطاني يوم الاربعاء 14 نوفمبر حين صوت 75 نائباً من حزب العمال لوقف العدوان على غزة رغم تهديدات الحزب للنواب إن هم صوتوا لصالح وقف الحرب ، خير دليل.

في اعتقادي أن صمود المقاومة الفلسطينية إن أستمر لشهرين أو أكثر فإن الشعوب الغربية سوف تنتصر للشعب الفلسطيني ، ما لم تقوم الحكومات الغربية بإصطناع حدث اخر يبعد اهتمامات الرأي العام في الدول الغربية عن ما يحدث في غزة ، وهذا ما هو متوقع.

17 نوفمبر 2023م


طباعة   البريد الإلكتروني