سبتمــبر.. بين ثورة الأحرار، ونكبة الأثوار

سبتمــبر.. بين ثورة الأحرار، ونكبة الأثوار

سبتمــبر.. بين ثورة الأحرار، ونكبة الأثوار.

✍️/مشتـاق العـلوي

كان فجر ال26سبتمبر من العام 1962م موعد خروج الشعب اليمني
من ظلام الحكم الإمامي،
إلى نور الحكم الجمهوري والدولة اليمنية،
والنظام، والقانون، والحقوق، والحريات ووو
تداعى في ذالك اليوم خيرة الرجال الذين ولدتهم نساء اليمن للنضال من آجل الحرية والتخلص من رجعية الكهنوت الجاثم على رقاب اليمنين....... بعدما عاث في الأرض ظلم، وفساد، وإمتهان لكرامة الإنسان.
وبعد صولات وجولات بين الحكم الإمامي وأزلامه من جهة،، وبين الثوار الأحرار من جهة أخرى كتب لهذا الفداء العظيم بأن ينتصر
كان هذا النصر المبين مقابل دماء زكية ضحى بها الأباء في سبيل الخلاص وتوريثنا دولة جمهورية، ونظام ديموقراطي نتساوى فيه جميعاً بالحقوق، والواجبات.
غادرت اليمن مربع الإمامة ومعها غادرت ثالوث الجهل، والفقر، والمرض.
بوتيرة عالية سعى القادة الثوار للإنفتاح على دول العالم ومحاولة السعي والبحث عمن ينتشل شعب الشمال من بحور الظلام والرجعية الذي كرستها في أذهانه حقبة الإمامة على مدى عقود من الزمن.


ظل نعيم الثورة للسنوات متعاقبة رأى فيه الشعب نور العيش الكريم، وحصل منها على أبسط حقوقه التي سلبت منه طويلاً،
أدرك الشعب حينها بأن خلف أبوب صنعاء هناك عالم، وقارات، وشعوب
ودول متقدمة تعيش ذروة التنمية والتطوير.
بعدما ظل حبيس حدود الإمامة المتخلفة التي أرجعت حضارة، وتأريخ اليمن الف سنة للوراء، وطمست كل مايتعلق بالإنسانية، وقضايا الإنسان
وتتصور الشعب بنظرتها الدونية ك عبيد أوجدتهم الأقدار لتلبية، وإطاعة السلالة المصطفاه كما كانت تسمي نفسها.
وعلى مدى عقود من الزمن شاهد الشعب بناء المؤسسات الخدمية وتلمس منها حاجاته وظلت اليمن تزخر بنعيم بسيط من رغد التنمية الحاصل في دول الجزيرة العربية.
لكن هذا الإستقرار النسبي في اليمن لم يدم طويلاً فسرعان ماتصاعدت وتيرة المؤامرات ضد هذا الشعب، والبلد
و لتقف بعدها عجلة البناء، وتتبدد أحلام الطامحين بالدولة الجمهورية، والنظام الديموقراطي وتتجه بعدها
اليمن دولة، وأرضاً، وإنسان فـي
" دوامة اللا خلاص او عودة"


ومن بين ركام التناقضات السياسة،
والفجور الوطني بين الحلفاء،
وفي مرحلة الفراغ السياسي الذي أوجدها التعسكر للأفكار خلف "الخيل والشمس"
أذن مؤذن بالناس بأن
هناك ثورة انتهت ويجب أن تجدد،
وهناك ظلم وإستبداد ويجب أن ينتهي،
وهناك سيادة سلبت ويجب أن تعود،
وهناك جرعة ويجب أن تسقط.
نعم كانت هذه فتوى إستباحة الدولة،
وهدم أركانها، ونهب ممتلكاتها، وأيضاً مبرر قتل خيرة رجالها....!
وبعدها لم تمضي غير إيام قليلة لتتداعى بعدها جحافل الإمامة، ومخلفات أسوأ الحقب الزمنية وبدأ الزحف نحو صنعاء وإسقاط الدولة وأركانها،وتشريد المعارضين ونهب مقدرات البلد والغريب هو حينما تعالت أصوات جموع من أغبى مخلوقات الأرض فرح، وسرور، وإبتهاج بهذه النكبة المشؤومة وإعتبارها خطوة تصحيحية في خطى سبمتبر المجيد وهذا هو قمة الزيف، والكذب، والفجور، والإستحمار أيضاً وكيف لا
وسبمتبر الأولى أخرجت الشعب إلى أفاق النور، والعلم والمعرفة..... بينما سبتمبر الثانية أعادت اليمن مقابر جماعية لأبناءه، وسجن موحش لمثقفيه وكتابة،
وظلام سرمدي للشوارع، والمدن،والأزقه.
وإستبدال المدارس بالمتارس،
والمراكز الطبية والمستشفيات بطلاسم التقية وغيرها.

اليــــوم
وبعد قُرابة عشر سنوات على إغتيال الدولة والجمهورية وبعد سنوات من خلاف دامي بين القوى الجمهورية وبعدما عم الحزن والألم والظلم والقهر والإستبداد كل معارض، ومؤيد، ومحايد لهذه الفوضى منذ ولادتها في اليوم الأول......... أين يقف الجميع ومن ذا الذي لم يذق مرارة الإذلال بعد؟؟؟؟
عشر سنوات كانت كفيلة بإحداث نهضة وتنمية عظيمة في اليمن لوكان هناك قوى وطنية تقدس اليمن أكثر من مصالح الكفيل لكن صلاحية الإرتزاق لاتسمح بهكذا عمل وطني.
تختفي مؤشرات التنمية في اليمن يوم بعد آخر وتتسابق للظهور أرقام كارثية في أعداد الضحايا الموؤدين بريعان شبابهم،
واعداد المشردين من ديارهم،
والهاربين من بطش الخصوم.
أيضاً تلوح في الأفق الكارثة الأشد مرارة وحسرة هي الملايين من ضحايا الحرب ((الجرحى)) والذين سيجعلون من تحديات المرحلة القادمة لأي نظام قادم تحديات وصعوبات بالغه تحتاج إلى معالجات مستدامة، ونتائج ملموسة على الواقع وأيضاً للمدى الطويل وهذا بحد ذاته هو التحدي العظيم القادم وإن سألت حكومات اليوم عن رؤيتها للمستقبل فليس هناك بين هؤلاء من يفهم بالمسؤولية،ويتدبر حجمها ولا أبالغ إن قلت بأن معظم من يعتلون المناصب اليوم هم أغبى،وأحقر الناس ولايفهمون بشيئٍ سواء حمل آلة القتل،والحرب، والكسب غير المشروع، والثراء علا حساب لقمة عيش المواطن.

هكذا كانت ثورة الــ26من سبتمبر1962م
وهكذا أوصلتنا نكبة الأثوار في
الـــ21من سبمتبر2014م
ومابين الثرى والثريا تظل هناك الف الف الف فارقةٌ وإختلاف لاتحجبها الخطابات الكاذبة والكلمات الإعلامية ذات المحتوى الصاخب بالقومية، وحمل راية التوحيد مرة أخرى ومقارعة قوى الكفر والطغيان في أسقاع الأرض.......!
لم تعد تجدي نفعاً اليوم يبحث السواد الأعظم من الشعب عن قوت يومة ببالغ الصعوبة، ويكاد الغالبية منهم لايستطيعون توفير أبسط مقومات الحياة بعدما طالت حرب الإنتقام والتجويع ووصلت إلى قطع الأرزاق، والتضيق على كل الناس.
يأتي هذا في ظل مؤشرات غير أخلاقية، وغير عادلة توحي بتفاقم وتعاظم ثروات أمراء الحرب،ومصاصي دماء هذا الشعب المتهالك، والمثخن بكاهل المسؤولية،
ومابين هذا وذاك
تظل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي بوصلة الخروج من الظلم والإستبداد نحو العيش الكريم ومتى ما أردنا العودة إلى مربع الإعتبار الإنساني فيجب أن نعيد لثورة 26سبتمبر أهدافها الحقيقية.
والله خير الناصرين.


طباعة   البريد الإلكتروني