روسيا انقلاب طي الكتمان

روسيا انقلاب طي الكتمان

روسيا انقلاب طي الكتمان

صادق السالمي

ماحدث في روسيا خلال الاربعه والعشرين الساعه سيظل طي الكتمان ولن يفرج عن ماجرى فيه الا ربما بعد عدة عقود،،، قضية المخطط المشترك بين بيرجوزين وبوتن لا يقبل به عقل فكيف سيعمل الرئيس الذي يسعى الى اعادة امجاد روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي على الحاق مثل هذه الاهانة برمزية وقوة وعظمة الدوله الروسية ويترك خمسة الف مقاتل يدمرون السمعة الدولية لثاني اقوى جيش بالعالم،،، منذ قدومة الى السلطة وبوتن يعمل جاهدا على اعادة بناء سمعة روسيا كثاني اقوى جيش في العالم بل ويعمل على ان يكون لهذا الجيش تجهيزات ومعدات تجعل منه الاول في مجالة فكيف يتفق بوتن مع قائد مليشيات من اجل تمريغ سمعة الجيش الروسي في الوحل خاصة في ظل حرب يشنها الجيش الروسي واي عمل من شأنه التقليل من قدرات هذا الجيش وكشف عوراته سيفضي الى رفع معنويات الجيش الاوكراني ويعزز موقفه ويعطيه افضلية على الجيش الروسي لذلك كما اسلفت لن يقوم بوتن في ظل ظروف الحرب مع الناتو بالاتفاق مع قائد فاجنر من اجل الحاق الاذى بسمعة ومكانة الجيش الروسي.


قطعت قوات فاجنر قرابة ستمائة كيلومتر باتجاه موسكو وفي الوقت الذي اندفعت فيه قوات فاجنر نحو العاصمة بسبب تلقيها لضربات موجعة وقصف روسي في اوكرانيا الا انها خلال مسيرتها الاحتفالية لم تتعرض لاي قصف من قبل طيران وزارة الدفاع الذي قام بضربها في اوكرانيا وبالتالي فالسيناريو الموضوع كان يتطلب استفزاز قوات فاجنر من خلال قصفها وفتح الطريق امامها للذهاب الى موسكو دون ان يعترضها الجيش الروسي باوامر من وزير الدفاع المنخرط في موامرة الانقلاب على بوتن والمتورط فعلا في خيانة روسيا كما تحدث قايد فاجنر ورمضان قديروف من قبل وكلاهما تحدث ان مايحدث في الميدان خيانة لروسيا وان وزير الدفاع ورئيس الاركان متورطان في قضايا فساد وانهما تجار حروب وينفذان بخططهما اجندات الناتو ويعملان علا اطالة امد الحرب والحاق الهزيمة ببوتن وروسيا ومايؤكد قضية خيانة وزير الدفاع ورييس الاركان هي تسريبات المجند الامريكي الذي كشفت الوثائق التي سربها عن اختراق الوكالات الامريكية لكل الاجهزة الامنية والعسكرية والاستخباراتية الروسية وان الايجازات التي تقدم لبوتن تصل الى وكالة الاستخبارات الامريكية قبله وبالتالي فليس غريبا وفقا لسيناريو الخيانة هذا رؤية مليشيات فاجنر تتقدم نحو العاصمة دون ان يعترضها احد رغم ان اداء المروحيات الروسية ضد الارتال الاوكرانية كان مبهرا بالرغم من وجود صواريخ ستنجر وجافلين وغيرها من المضادات الارضية فكيف لم تستهدف هذه الطائرات ارتال فاجنر على امتداد خمسمائة كيلومتر ونعلم جميعا ان قطع هذه المسافة يحناج الى امدادات لوجستية ضخمة للغاية وباستثناء مروحية واحده لاغير استهدفت محطة نفط لم يتم استهداف اي من اليات فاجنر بل انه لم تخرج اي طائرة لاعتراضها،،،،


مسألة ان يتجرأ قائد مليشيات لا يتجاوز عددها خمسة وعشرون الف يتجرأ على اقتحام موسكو بخمسة الف جندي هذا لايعني سوى شيئ واحد ان لدية ضوء اخضر من الجيش الروسي انه لن يقوم باعتراضه والا كيف تتجرأ القوات التي عجزت عن اقتحام باخموت على مدار ثمانية اشهر على التفكير باقتحام موسكو الذي تعد باخموت اسغر من اصغر احياءها وكيف تجرأ من قضى اخر شهرين شاكيا من عدم وجود ذخائر لدى قواته على التوجه لاقتحام موسكو وبدون ذخاير وبدون امدادات لوجستية واذا كان هتلر ذات نفسة باكثر من خمسة الاف طائرة وخمسة عشر الف دبابة وثلاثة جيوش قوامها ثلاثة مليون مقاتل عجز عن الاقتراب من موسكو الى المسافة التي اقترب منها بروجغزين ،،،

خمسة الف طائرة عجزت عن الاقتراب من موسكو فيما اقترب منها خمسة الف مرتزق واربعمائة الية هذه ليست قمة المهزلة وانما هذا هو مخطط انقلابي بالاتفاق مع وزير الدفاع ورئيس الاركان،،،،
خلال اربعة وعشرين ساعة لاغير ارسلت روسيا اثناعشر الف جندي الى كازخستان وامتد جسر جوي لمدة اربعة وعشرين ساعة نفذته اكثر من سبعين طايرة اليوشن وانتونوف وذلك من اجل حماية الرئيس الكازخستاني من السقوط فهل عجز بوتن الذي ارسل هذه القوات عن حشد عشره الف جندي وعشرين مروحية للتصدي لقوات فاجنر بالطبع مستحيل ان يعجز بوتن لكن الامر ليس بيده وانما بيد وزير الدفاع ورئيس الاركان الانقلابيان اللذان لم يحركا اي قطعه عسكرية بل وصل الامر لدرجة احداث بلبلة وفوضى عارمة وزعزعة الامن والاستقرار من خلال اتخاذ تدابير امنية في العاصمة موسكو مثل تعليق النقل النهري واغلاق المتاحف والمتنزهات في الساحة الحمراء بل ووصل الامر لدرجة منح الطلاب اجازة رسمية تحت بند درءا للمخاطر كل هذه الاجراءات توحي بان قوات فاجنر لها اليد الطولى وان موسكو باتت علا وشك السقوط وهو مايزعزع ثقة المواطنين ببوتن بل ويرسل للمواطنين رسايل مبطنة مفادها ان الجيش لا يمانع اسقاط بوتن والانقلاب عليه وامام هذا الوضع المنفلت لم يجد بوتن طريقا للتغلب على الانقلاب سوى اللجوء للمفاوضات عن طريق صديقه لوكاشنكو ولم يجد بدا من تقديم تنازلات لفاجنر تتمثل في اسقاط التهم عن رئيسهم وعن جنود هذه القوات بل وترك هذه القوات تغادر روسيا بسلام نحو روسيا البيضاء،،،، واظن كذلك ان مبلغ الخمسه وثلاثين مليون دولار الذي تمت مصادرته من مكتب بريجوزين سيتم اعادته له لانو تقريبا هو سبب زعل قايد قوات فاجنر وهو الذي دفعه لاعلان الزحف نحو موسكو ،،، المبلغ نفسه اكبر من ماقاله بريجوزين انه رواتب ومخصصات القوات حقه ،،،،

الخيانه مكتملة الاركان ،،،،
مايزيد الامر ضبابية هو ان قوات فاجنر رغم تعرضها للضرب ورغم زحفها صوب موسكو الا انها لم تخلي مواقعها على الجبهه الاوكرانية فبرغوجيزن نفسه لا يريد ان يلحق بنفسه عار الحاق الهزيمة بروسيا او التسبب بخسائر لها رغم استعداده للانقلاب على الرئيس وعلا وزارة الدفاع واذا كان هنالك من افشل الانقلاب فعلا فهي قوات رمضان قديروف التي وصلت الى مشارف روستوف معلنة انها ستقوم بالقضاء على الانقلاب اذا لم تخلي قوات فاجنر المنشآت الروسية.

مايؤكد سيناريو الانقلاب المدعوم من وزارة الدفاع هو فشل الهجوم الاوكراني المضاد والذي لم يترك للناتو اي حل باستثناء ازاحة بوتن عن السلطه كما يؤكد سيناريو الخيانه عدم استغلال الجيش الاوكراني لهذا الوضع الفوضوي وعدم اندفاعه لاخذ زمام المبادره والتقدم في هجومه المضاد بل كانت كل الجبهات هادئه تماما لان زيلنسكي كان ينتظر نجاح الانقلاب من اجل ان يعلن المنقلبون انسحاب الجيش الروسي من كل الاراضي الاوكرانيه،،،،
هذه هي توقعاتي لما حدث ويظل الامر لغز محير حتى تكشفه تسريبات ما ذات يوم.
#الوفاق_نيوز 
بغرنا


طباعة   البريد الإلكتروني