مصر في حالة استنفار وخوف بشأن تدفق السودانيين إليها!

مصر في حالة استنفار وخوف بشأن تدفق السودانيين إليها!

مصر في حالة استنفار وخوف بشأن تدفق السودانيين إليها!

(الوفاق نيوز): أبدت مصر عدم استعدادها لاستقبال المزيد من السودانيين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم، إذ لديها ما يكفيها من مشاكل داخلية حادة، وتخشى أن يضاعف لجوء مئات الآلاف من اللاجئين الجدد متاعبها الاقتصادية، في ظل وجود نحو تسعة ملايين من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة على أراضيها، نصفهم من السودانيين.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مقابلة أجراها مع صحيفة “أساهي شيمبيون” اليابانية، نشرتها الثلاثاء، إن بلاده ستواجه تداعيات اقتصادية وصعوبات حال استقبالها المزيد من السودانيين، مؤكدا أن استمرار الصراع سيؤثر على المنطقة.

ويخوض طرفا الصراع قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) معارك عسكرية طاحنة في الخرطوم منذ منتصف أبريل الماضي، أدت إلى نزوح الآلاف من السودانيين منها.

وعبّر الرئيس المصري عن مخاوفه من فرار الكثير من السودانيين إلى بلاده في معرض حديثه عن الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي أرخت بتداعيات سلبية كبيرة على مصر وهي تسعى لتخفيفها.

ووفقا لبيانات صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة وصل عدد المهاجرين الذين يعيشون في مصر إلى 9 ملايين شخص من 133 دولة، يمثلون نحو 8.7 في المئة من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم نحو 105 ملايين نسمة.

وأشارت المنظمة إلى أن السودانيين جاؤوا في مقدمة القائمة، وبلغ عددهم نحو 4 ملايين، يليهم السوريون 1.5 مليون، واليمنيون مليون نسمة، والليبيون مليون نسمة، ويشكل هؤلاء حوالي 80 في المئة من المهاجرين المقيمين في مصر.

وقال السيسي “لدينا الملايين من السودانيين في مصر ونعتبرهم ضيوفا وليسوا لاجئين، لكن في خضم الصعوبات الاقتصادية وفرار العديد منهم ستواجه مصر مشكلات”.

وأكد مساعد وزير الخارجية المصري سابقا السفير جمال بيومي أن تصريحات الرئيس السيسي موجهة إلى المجتمع الدولي، وليس إلى الشعب السوداني، وأنه ألمح إلى حاجة مصر للمزيد من الدعم الخارجي، من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي أو غيرهما من الهيئات والمنظمات المعنية بأوضاع المهاجرين واللاجئين، لعدم انفلات الأوضاع وكي لا يتحول هؤلاء إلى مهاجرين غير شرعيين إلى أوروبا.

وذكر بيومي في تصريح لـ”العرب” أن النزوح من السودان إلى مصر كانت له تأثيرات إيجابية على مستوى ترسيخ العلاقات الشعبية بين البلدين، وأن الرئيس السيسي يحيط المصريين والمجتمع الدولي بالمشكلات التي تجابهها بلاده في هذه المرحلة، كما أن القاهرة تروّج لأدوارها الإنسانية للتعامل مع الفارين من الصراعات في المنطقة العربية، ما يمكن أن يعزز دورها وعلاقاتها الخارجية.

ولم تتاجر القاهرة مباشرة بملف اللاجئين أو تبتز دول الاتحاد الأوروبي اقتصاديا، كما فعلت تركيا مع ألمانيا عندما استقبلت نحو ثلاثة ملايين سوري، وسدت مصر منافذها البحرية لأسباب أمنية لكنها منعت انتعاش الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين على الدول الأوروبية عبر البحر المتوسط، وهو ما كان محل تقدير أوروبي.

وتتسع الضغوط التي يمثلها ملف اللاجئين والنازحين على مصر إذا استقبلت مجموعات جديدة من سودانيين لديهم روابط اجتماعية كبيرة فيها، والكثير منهم يعتبرونها مكانا مفضلا مقارنة بالدول الأفريقية الأخرى المجاورة لبلدهم.حهم.


طباعة   البريد الإلكتروني