تحليل.. بوتين يُحكم سيطرته على الجيش الروسي بـتمرد "مُخطط" من فاجنر

تحليل.. بوتين يُحكم سيطرته على الجيش الروسي بـتمرد "مُخطط" من فاجنر

تحليل.. بوتين يُحكم سيطرته على الجيش الروسي بـتمرد "مُخطط" من فاجنر

موسكو-(الوفاق نيوز): قالت مصادر مطلعة لـ الوفاق نيوز، ان الرئيس الروسي نفذ خطة ذكية لإحكام سيطرته على مفاصل وزارة الدفاع الروسية، عن طريق تمرد تكتيكي نفذته قوات فاغنر التي يقودها المقرب منه يفغيني بريغوزين، والذي يلقبه الغرب ب طباخ بوتين "السابق".

ومنذ تأسيس الدولة الروسية كانت وزارة الدفاع كياناً لا يخضع بشكل كامل للرئاسة الروسية، لأنها تُعد مؤسسة منفصلة والاقوى، ولايمتلك فيها الرئيس صلاحيات كاملة.

وتمكن بوتين منذ صعوده إلى سدة الحكم عام 2000 حتى الآن، من إحكام سيطرته بشكل كامل تقريباً على جميع المؤسسات الروسية، بما فيها المخابرات التي جاء منها، والخارجية عبر صديقه لافروف، والكرملين بقيادة زميله بيسكوف، والإقتصاد وغيرها، إلا أن المؤسسة العسكرية او وزارة الدفاع، ظلت بعيدة تماما، ولم تكن خاضعة بشكل كامل له كونها القوة الاقوى في البلاد ويُديرها ضباط روس كبار، وعبر نظام بيروقراطي متوارث ومعقد، بقيادة وزير الدفاع سيرغي شويغو.

طوال سنوات حكم بوتين حاول السيطرة على المؤسسة العسكرية لكن محاولته باءت بالفشل كما انه لا يجرؤ لفعل ذلك بشكل مباشر خوفاً من إنقلاب عسكري يقوده الجيش.

ويرى الباحث عبدالله السنامي، ان بوتين تمكن أخيراً من إحكام قبضته على وزارة الدفاع عبر "تمرد تكتيكي" نفذه صديقه المقرب وقائد قوات فاغنر الخاصة يفغيني بريغوزين، الذي سيطر في الساعات الاولى من يوم السبت على مناطق جنوب روسيا وهدد بـ "شنق" وزير الدفاع شويغو في موسكو.

وأضاف السنامي، انه بعد هذا التمرد قام رئيس بيلاروسيا بالتنسيق مع بوتين بالتوصل إلى اتفاق مع يفغيني يقضي بإنسحاب الاخير مقابل ضمانات أمنية و "تعديلات وزارية" في وزارة الدفاع، وهو ما خطط له بوتين لتعيين اتباعه في المؤسسة العسكرية الروسية تمهيداً لإحكام القبضة عليها بشكل كامل، بما يسهل تنفيذ خطط بوتين الطموحه، حسب تعبير السنامي.

وذكر السنامي، انه خلال العملية العسكرية الخاصة واجه بوتين بعض التعنت من ضباط المؤسسة العسكرية التي "ينخرها الفساد" حد وصفه، وذلك إدى إلى اخفاقات، وتعثر الرئيس في التدخل.

وتأتي هذه التطورات الكبيرة وغير المسبوقة في روسيا وسط خلاف محتدم بين قائد مجموعة فاغنر ووزارة الدفاع الروسية حول إدارة المعارك في أوكرانيا، وكان قائد فاغنر اتهم مرارا القيادة العسكرية الروسية بأنها، فاسدة واغرقت روسيا العظمى في الوحل الأوكراني، مع انها قادرة على الحسم في أقل من هذه المدة.

كما اتهم قادة الجيش بالخيانة، وعدم امداد قواته بما يكفي من الأسلحة والذخائر ما يتسبب في خسائرة لفاجنر، لاسيما خلال معارك باخموت وسوليدار.


طباعة   البريد الإلكتروني