لماذا يطعن المثقف اليمني وطنه؟

علي اليماني-(الوفاق نيوز): ما الذي يجبر الكاتب المصري او السعودي او الاماراتي ان يذيل مقال له بصفته كاتب ابن بلده بينما كل مقاله يستهدف بلده الذي ينسب نفسه لها، لم أرى في حياتي المهنية الإعلامية أي كاتب غيور على بلده ان يستهدف بلده وينكر اسمها فلم أرى أي كاتب مصري قديم او حديث يقول عن المصررة مثلا او سعوديا يقول عن السعودة ويستهدفها في انها بعيدة عن محيطها العربي ابدا ولم يبلغ الجهل والتخلف بهم مبلغا..
 
مقدمة بسيطة لتاريخ اليمن الذي يعرفه القاصي والداني بعيدا عن تجاذبات اليوم او الخلط بين المواطن اليمني وبين مكوني الاخوان والحوثيين كجماعات إرهابية فالمواطن اليمني يعاني منهم ويلات ارهابهم بينما نرى من يساعدهم في ذلك بطريقة او بأخرى ويدعي انه يدافع عنهم بينما هو يهد كيانهم بلا رحمة وربما أقبح من الجماعات الإرهابية المتأسلمة لان طعنة الظهر تؤلم أكثر من طعنة الصدر يا سيد هاني..

اليمن هي تاريخ قديم يتناول شبة الجزيرة العربية او ما يعرف بإقليم اليمن من الالفية الثانية قبل الميلاد مرورا بعصور مختلفة حتى وصلنا الى يومنا هذا وتعاقبت عليها حضارات متعددة اشهرها سبأ وحمير ومملكة حضرموت وقتبان ومعين عرفت حينها باسم العربية السعيدة في كتب ومؤلفات يونانية ومؤرخين اخرين عندما انتهت الحرب العالمية الأولى هنا بدأ تقسيم اليمن فنشأت المملكة المتوكلية التي اسقطت في ثورة اثنين وستين حينها كانت المناطق الجنوبية لليمن تحت حكم المستعمر البريطاني حتى نال الشطر الجنوبي الاستقلال في ثورة أكتوبر ثلاثة وستين أي بعد ثورة سبتمبر اثنين وستين وهو ما يعني ان النضال كان مشترك بين احرار اليمن شماله وجنوبه رغم تقسيمات الحدود حينها لكن القلوب كان لها كلمتها..

لمحة تاريخية لا شك في كل المتابعين او القراء يعرفونها وهذا ما يؤكد ان قادتنا العرب يقينا يعرفون ماذا يعني اليمن او بالاسم القديم العربية السعيدة الذي يحصرها بعض المتناولين للكتابات في جبال وهضاب مرتفعة ويسعون بكل جهدهم لنكران تاريخ يستحيل ان تغطية مهما عملت والمشكلة انه مجبر على ان يذيل اسمه بكاتب يمني لان لا هوية أخرى له..

الاشقاء لا شك يدركون ان المواطن اليمني شمالا كان او في الجنوب مغلوب على امره خصوصا في ظل وجود نتوءات معرفية وثقافية لدى اغلب المتعلمين او قادة الرأي الذين بدلا من ان يسعوا بكل قواهم لتوعيته والدفاع عما يعانيه من ظلم وقهر من قبل الجماعات المـتأسلمة وتحديدا في عصرنا الراهن، نراهم مع الأسف يكونوا هم من يوجه له الضربة الأولى بكلام لا أساس له من الصحة ويحاولون جاهدين تزوير الحقائق والتاريخ بتجني بعيدا عن الواقع..

يعرف الاشقاء في ان المواطن اليمني ليس ذاك المتشدد الإرهابي الذي ينتمي لجماعة الاخوان او الحوثي، ويعرفون جيدا في ان المواطن اليمني لو وجدت القيادة الحقيقة وقادة الراي التنويريين بحق لا المتجنين عليه لما كان في هذا المواقف الذي لا يحسد عليه، ولذلك شق اليمنيين طريقهم سياسيا واقتصاديا حتى اثناء الاحتلال العثماني فاشتهر ميناء المخاء بتصدير البن والعديد من المنتجات اليمنية ومنها عرف العالم مسمى القهوة وازدهرت تجارتها واشتهرت موانئ حضرموت رغم الاحتلال البريطاني حينها بتجارة اللبان والعديد من المنتجات الحضرمية حتى وصلت لكل مناطق العالم..

المذاهب في اليمن..

يحاول البعض حصر مشكلة اليمن في صراع بين المذاهب زيدية وشافعية، بينما في الأساس لا يوجد مثل هذا الصراع لسبب بسيط وهو ان المناطق الجنوبية تحوي اكثر من مذهب وكذلك هي المحافظات الشمالية تحوي اكثر من مذهب وهذا ما يؤكد بطلان الادعاء، يحاول البعض ان يصور ان المناطق الشافعية حسب ما يسميها هي في مخيلته حدود دولة الجنوب بينما لم يكن هناك مسمى للجنوب العربي لست بصدد الانكار او الاثبات لكنه تاريخ وواقع قد يغيره الطارئون الجدد فقد كانت المناطق الجنوبية تعرف بحكم السلطنات والمشيخات في الضالع ولحج والمهرة وسقطرى وما تزال هذه الاسر شامخة تقاوم الحرب الذي تشن عليها من قبل الحداثيين او بالأصح الحاقدين عليهم حتى اليوم وهم يقاومون وتارة يتم استخدامهم لكن لتحقيق غرض لكن هذا الامر بات مكشوفا للكثير من السلاطين ومسائخ المناطق ولذلك لا وجود لصراع مذهبي في اليمن ومن عاش او زار اليمن من الاشقاء يعرف ذلك جيدا بل البعض منهم لا يعرف الفرق بين الزيدي او الشافعي الا ان الأول يسبل في صلاته والأخر يضم يديه بينما نرى في المذهب المالكي جواز الاسبال وهو ما ينفي نظرية البعض في ان الصراع مذهبي..

اليمن والعروبة..

صراحة من يخوض في هذا الامر كمن يسبح وهو ينكر السحابة هو تشبيه طرأ لي اثناء كتابة هذه الاحرف البسيطة فتاريخ اليمن عربيا في مختلف المجالات لا ينكره بل ويوضح حقيقة من ينكره في ان متجني فمن يستطيع ان يحجب ضوء الشمس حينها بالإمكان ان ننكر صلة اليمن بالمحيط العربي ولا داعي ان اتطرق لمقالات كبار الكتاب العرب بل سأقول شيئا قاله الوالد المغفور له بإذن الله حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله حين قال (هذا موطنا وافتخر اني من اليمن) وسأستشهد بما قاله ولي عهد ابوظبي سمو الشيخ الأمين محمد بن زايد ال نهيان عندما قال (نحن شاركناكم الدم ولكن هناك سبب وهو المغفور له بإذن الله الشيخ زايد الي وصانا بأخوتنا وناسنا في اليمن) وازيد على ذلك ما ختم وليس بختام ما يقوله قادتنا واخوتنا في الامارات ولكن ما قاله الشيخ عبدالله بن زايد في كلمة مشهورة له (اصلنا من اليمن ونحن ندافع عن اصلنا وبلدنا) وهذا كله امتدادا لإرث المرحوم الشيخ زايد طيب الله ثراه، اما لو تكلمنا عن قادة العرب الاخرين من المملكة العربية السعودية ودول الجوار العربي مرورا بمصر التاريخ والعروبة وارض الرافدين وبلاد الشام وارض النشاما والمغرب العربي والسودان وبلد المليون شهيد وموريتانيا ولو ابحرنا نحو الأصدقاء لما انتهينا لذا كان تشبيهي ربما صائبا نوعا ما في ان نكران يمننة اليمن ومحيطة العربي كمن يسبح في بحر وهو ينكر انه يسبح..
 
ختاما وما يجب نخلص اليه في انه على كل كاتب يمني او عربي او حتى غربي في ختام مقاله في الأخير هو يراعي مهنته ومصداقية قلمه بعيدا عن التجاذبات السياسية الأخرى، بل ويجب عليه ان يفرق بين المواطن والشعب وبين المتحزبين والمؤدلجين، اما صفة التعميم فالإعلام بريء منها واي قلم اعلام لا شك يدرك ان التعميم خطأ لا صلة لمهنة الاعلام به، اما عن تاريخ الشعوب فمن يقرأ لا شك سيعرف ولا ضير ان تقرأ كل الروايات المهم والاهم في الامر هو ان تقرأ كي تبني معلوماتك وفق ما قرأت لا وفق ما يضلل به البعض، لإنك في الخير كمواطن او انسان في بلد لا تعرف نوايا او ما يكنه الشخص الاخر في قلبه لذلك قراءتك ترشدك الى الحقيقة..

والسلام..
كاتب يمني عربي..