موازنة العراق: بين التحديات والفرص في رحلة الاستقرار الاقتصادي

موازنة العراق: بين التحديات والفرص في رحلة الاستقرار الاقتصادي

موازنة العراق: بين التحديات والفرص في رحلة الاستقرار الاقتصادي

الخبير المالي والاقتصادي علي  كرار


في ظل تحولات سياسية واقتصادية مستمرة، تعد موازنة العراق من أكثر المواضيع إثارة للجدل في العالم العربي. يُعتبر الاستقرار الاقتصادي أحد أهم الأولويات للحكومة العراقية التي تواجه تحديات جسام في سبيل بناء مستقبل مزدهر لبلدها وشعبها. ومع غياب الأمن وتداعيات الحروب السابقة، فإن تحقيق توازن مالي مستدام وتعزيز الاستقرار الاقتصادي يشكلان تحدياً جذرياً يتطلب معالجة شاملة وجهوداً جماعية,فبالرغم من التحديات المعقدة التي يواجهها العراق، فإن موازنته تحمل في طياتها عدة سلبيات وإيجابيات يجب أخذها في الاعتبار. بدءًا من السلبيات، فإن تقلبات أسعار النفط واعتماد العراق بشكل كبير على إيرادات النفط تجعله عرضة للتقلبات في السوق العالمية، مما يعرض استقرار الموازنة للخطر. كما تعاني البنية التحتية والخدمات العامة من القصور والفساد، مما يؤثر على قدرة الحكومة على تنفيذ مشاريع التنمية وتوفير فرص العمل.

مع ذلك، هناك أيضًا جوانب إيجابية في موازنة العراق. فهي تعكس إرادة الحكومة في تحقيق التنمية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي عبر تخصيص موارد مالية لقطاعات الخدمات الأساسية وتنمية البنية التحتية. كما تشهد الحكومة جهودًا لمكافحة الفساد وتحسين إدارة الموارد المالية، وهو ما يعزز الثقة في النظام المالي ويخلق بيئة استثمارية أفضل.

في نهاية المطاف، فإن موازنة العراق تعكس توازنًا هشًا بين التحديات والفرص، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي يتطلب جهودًا مستمرة وتعاونًا شاملاً. يتوجب على الحكومة والمؤسسات والمجتمع المدني أن يعملوا بروح الشراكة والتفاهم لتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية الشعب العراقي في المستقبل.


طباعة   البريد الإلكتروني