فهد طالب الشرفي يكتب.. الحوثي يرحّل الحرب فقط
(الوفاق نيوز):
🟣 بعد كل جولة حرب مع التمرد الحـ،ـوثي منذ الحرب الاولى في مران، عام ٢٠٠٤م، كنا ننصدم نحن ابناء صعدة، بقرار ايقاف الحرب المفاجئ دون حسم نهائي، ماعدى في الحرب الاولى التي حسمت ولكنه لم يعقبها برنامج وطني مدروس وعميق لمعالجة آثارها، ومن معرفتنا بالحـ،ـوثية كنا نرى أن العملية ترحيل للحرب ليس إلا !!
🟣 بعد كل جولة حرب، كان "ربعنا" الدولة وقتها، ينامون في العسل ويركنون للإبتسامات الحـ،ـوثية الصفراء، ويبدأ السطحيون في التطبيل للسلام، واطلاق الزغاريد احتفاءً بنهاية الدم واكثرهم بحسن ظن، بينما كنا نحن نحذر مما هو آت!
🟣 في فترة المصالحة، كانت الدولة تدير ظهرها للمواطنين الشرفاء الذين وقفوا معها والى جنب جيشها وأمنها، ورفضوا الحياد او الإنخراط في التمرد، فيصاب الجميع باليأس والاحباط، ثم يتعرضون لعملية تصفية وتنكيل واغتيالات على يد المليشيا الحـ،ـوثية والدولة تتفرج!
🟣 تنشغل الدولة بالحديث عن السلام وإعادة الاعمار، وينشغل الحـ،ـوثي بالإعداد للحرب القادمة وتصفية الخصوم وكسب انصار جدد، وتعويض مخزونه بالسلاح ومستلزمات الحرب!
🟣 حين يمتص الحـ.ـوثي ويبتلع كل المكاسب والإغراءات التي يجنيها لترغيبه في السلام والعودة للمواطنة الصالحة، ويبدأ النقاش يقترب من القضايا الهامة ( السلاح - السيطرة المليشاوية على مناطق وسكان ومديريات ) يبدأ التمرد يماطل ويعرقل ويختلق الاعذار للتهرب من كل الالتزامات !
🟣 مع اكتمال الخطة الحـ،ـوثية الدقيقة للاستفادة من السلام، ووصول المليشيا الى حالة الجاهزية، ينسحب الحـ،ـوثيون ويبحثون عن اي مبرر لتفجير الحرب الجديدة !
🟣 تنفجر جولة الحرب الجديدة وفق الزمان والمكان والخطة التي رسمها الحـ،ـوثيون اما الدولة فتدخلها مضطرة مرتبكة بلا إعداد ولا تخطيط ولا ترتيب، وتكون قد فقدت معظم انصارها الذين قاتلوا معها في الجولة الاولى، وفقدوا هم ثقتهم فيها، فيصبح موقف المليشيا اقوى من موقف الجيش والقبائل .
🟣 هذه نقاط مختصرة من واقع تجربة عشتها يوم بيوم ولحظة بلحظة، في الحروب الست وما بعدها ، يمكن ان يستفيد منها كل من يرغب البحث في فهم النفسية الحـ،ـوثية وطريقة إدارتها للحروب والمصالحات ..