"صحيفة أمريكية" تكشف أسرار تهريب النفط الإيراني الى اليمن

 "صحيفة أمريكية" تكشف أسرار تهريب النفط الإيراني الى اليمن

وكالات-(الوفاق نيوز): كشفت صحيفة أمريكية  عن طرق تهريب النفط الإيراني إلى اليمن، وأفصحت عن الدور الذي يلعبه الحرس الثوري في تلك العمليات السرية.

التقرير أعدته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي أشارت إلى أنه عادة ما تجرى عمليات التهريب خلال الليل، الى مليشيات الحوثي في اليمن وعدد من الدول الاخرى الحليفة لإيران، وذلك لتجنب كشفها من قبل قوات خفر السواحل الإقليمية.

وترسو السفن في سواحل الخليج العربي، ومن ثم، وبشكل فردي، تنقل قوارب صغيرة محملة بالديزل الإيراني المهرب حمولتها لسفن تنتظرها، بحسب بحارة شهدوا عمليات التهريب.


وتنقل الصحيفة الأمريكية شهادة أحد البحارة، رفض كشف هويته خوفا من الانتقام، حيث يقول: "إنها سلسلة كبيرة، تبحر قوارب الصيد لنقل الديزل إلى الناقلة المنتظرة. يستغرق الأمر من أربعة إلى خمسة أيام لأن القوارب تأتي واحدة تلو الأخرى".

وذكرت "واشنطن بوست" أن توصيف البحار لتلك العمليات غير المشروعة، التي تسارعت عندما أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على صادرات إيران النفطية بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، هو واحد من بين خمس روايات لشهود عيان هنود قالوا إنهم عملوا على متن سفن متورطة في التجارة السرية.

وبينما جرى توثيق عمليات تهريب المنتجات البترولية الإيرانية في وقت سابق وأثارت استنكارا أمريكيا، قدم هؤلاء البحارة نظرة نادرة من الداخل عن كيفية تنفيذ تلك الأنشطة.

ودائما ما ترسو الناقلات في المياه الدولية في الخليج، بحسب ما قاله بحار (28 عاما)، والذي أوضح أنه عمل بشركتين متورطتين في تهريب الديزل الإيراني بين عامي 2016 و2020.

وقال بحار ثالث وخبراء في شؤون الأمن والطاقة إنه بالإضافة إلى عمليات النقل التي تتم خلال الليل في البحر، يتم تصدير الديزل الإيراني المتجه للأسواق الدولية على ناقلات تبحر من إيران بينما يتم تمويه أصول الشحنة لجعلها تبدو وكأنها جاءت من دول أخرى.

وبسبب هامش الربح، كانت هذه التجارة تدر أرباحا طائلة حتى قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي؛ إذ تمتلك إيران بعضا من أرخص أسعار الوقود في العالم، بفضل تكاليف الإنتاج المنخفضة للغاية، والدعم الحكومي الكبير، وضعف العملة.

التقرير الأمريكي أشار إلى أن إعادة فرض العقوبات الاقتصادية أعطى دفعة لتلك العمليات، حيث يسعى المهربون للتهرب من القيود المفروضة على صادرات النفط الإيراني، لافتة إلى أن تلك العقوبات هي الآن محور المناقشات الجارية في فيينا، حيث استأنفت طهران والقوى العالمية المفاوضات التي تستهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي.

وقال كورماك ماك جاري، مدير مساعد بشركة "كنترول ريسك" للاستشارات، إن "نقل منتجات (النفط) الإيرانية الخاضعة للعقوبات تحدث أسبوعيا. هناك دوافع مالية وطلب، لذا ستجد إيران طريقة للالتفاف على العقوبات. وسياستها الحفاظ على هذا السر المطلق. لا يكشفون كيف يفعلون ذلك". 

ويتضمن التهريب عناصر من الدولة الإيرانية، لا سيما الحرس الثوري الإيراني، وشركات الشحن الخاصة الموجودة بدول الخليج العربي، طبقًا لمحللين متخصصين في صناعة الطاقة والأمن الإقليمي.

وأحيانا -بحسب قولهم- يسعى الحرس الثوري الإيراني لاعتراض من يحاولون تأمين جزء من العمل دون إذنهم.

واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية سابقا الحرس الثوري الإيراني بجني الأموال من تهريب النفط ومشتقاته.

كان ديباك فيرما محاصرا تحت تهديد السلاح، وتلقى أوامر بعدم التحرك، بينما هرع 6 مسلحين يرتدون زيا رسميا إلى سفينته، "أسفلت برينسس"، بحسب ما يتذكر، وقالوا إنهم عناصر من الجيش الإيراني.

وقال فيرما (32 عاما)، مهندس ثان على السفينة: "حذر قائدهم: إذا تحدث أحد أو حاول فعل شيء، سنقتله. فجلسنا على الأرض وأيدينا خلف ظهورنا. سأل إذا كان الديزل على متن السفينة، لكن لم ينطق أحد بكلمة". 

وقبل ساعات قليلة من ذاك اليوم في أغسطس/آب، أبحرت سفينة من إيران تجاه "أسفلت برينسس" ونقلت ديزل إلى صهريج التخزين -بحسب فيرما- حتى يمكن بيعه لسفن أخرى لشحنه إلى الخارج.

وأمر المهاجمون طاقم السفينة -حوالي 12 رجلًا من الهند وسريلانكا- بالإبحار بالسفينة إلى إيران، لكن ماطل الطاقم بالقول إن المحرك يواجه مشكلة وقد تشتعل فيه النيران. ثم، في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، غادر المهاجمون فجأة لأسباب غير واضحة.

وعلق فيرما على الواقعة بالقول: "هذا الوقت كان مخيفا للغاية".

وأصدرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بيانا تحذيريا خلال الساعات التي تلت الهجوم يفيد بأن الحادث كان عملية اختطاف محتملة.

وسرعان ما انصبت الشكوك على القوات الإيرانية، وتحديدا مليشيات الحرس الثوري.

وتعليقا على ذلك قال أندرياس كريج، المحاضر بكلية الدراسات الأمنية في "كينجز كوليدج" لندن، إن الحرس الثوري يحتجز أو يختطف السفن عندما تسعى شركات الشحن لتهريب منتجات النفط دون إذن منها.

وأضاف كريج: "عندما يسيطر الحرس على السفن، يشير هذا إلى أنها بدون موافقة الرتب العليا، الذين يريدون أيضًا جني المال من العملية".

وبالنسبة إلى البحارة، قد يكون هذا عملا محفوفا بالمخاطر، ويشكل كل من الحرس الثوري والقراصنة تهديدا عليهم، وغالبا ما تحمل السفن مبالغ مالية ضخمة في حال الحاجة للدفع لأي منهما.

 وكشف إندراجيت راتود (30 عاما)، وهو بحار عمل على متن سفينة تهرب الديزل إلى اليمن أن السفينة التي يعمل عليها، حملت ابتداء من 2017 وعلى مدار 2020، حوالي 10 آلاف دولار من أجل الرشاوى.

من جانبه قال البحار الهندي فيكاش تاكور إن قبطان سفينته كان عادة يحمل معه 50 ألف دولار، مشيرًا إلى أن الطريقة الوحيدة لدفع الإيرانيين لمغادرة السفينة هو أن يعطيهم القبطان المال، "يستطيع النقد إنقاذ البحارة من التعذيب. لأنهم (الحرس الثوري) لا يتصرفون مثل البشر أبدًا. يبدؤون الضرب دائما".

#الوفاق_نيوز