اثيوبيا مدخل الفوضى الخلاقة في منطقة القرن الافريقي (تقرير خاص ومهم)

 اثيوبيا مدخل الفوضى الخلاقة في منطقة القرن الافريقي (تقرير خاص ومهم) 

الباحث علاء ابوبكر عفارة_ (الوفاق نيوز): ماتشهده اثيوبيا من حرب، هو مقدمة لتغيرات مفصلية قادمة في المنطقة، حيث يتسم القرن الافريقي بأهمية جيبولتيكية غاية الأهمية، منها التحكم في طريق التجارة العالمية خاصةً تجارة النفط القادمة من دول الخليج والمتوجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة، وجود 198 جزيرة داخل البحر الأحمر، وهذه الجزر ما هي إلا قواعد متقدمة لسواحل الدول، تتصل  جغرافيا بمنطقة حوض النيل و أيضاً بمناطق ودول الشرق والوسط الإفريقي، فضلا عن كونها سوق استثماريا كبيرا للمنتجات الاجنبية، وتعدُ المنطقة بوابة الدخول الى القارة الافريقية فقد تكالبت عليها القوى الكبرى لبناء قواعد عسكرية او تدفق الاستثمارات والتجارة اليها واهمها الولايات المتحدة الامريكية والصين من خلال ربط المنطقة بمبادرتها (طريق واحد حزام واحد). 

 اثيوبيا هي الدولة المحورية في منطقة القرن الافريقي والتي تشمل كل من (الصومال وجيبوتي وارتيريا وكينيا وجنوب السودان واوغندا ورواندا وبورندي واجزاء من السودان) فمن الطبيعي اذ وجدت فوضى أو حرب اهليه فيها ستتأثر باقي دول المنطقة بل ان انعكاساتها سينعكس الى أبعد من ذلك، بالإضافة إلى وجود القوميات العرقية.


الوفاق نيوز ينشر لكم نص البحث كاملا

المقدمة
يشهد النظام العالمي بعد دخول عصر الالفية الثانية مرحلة سياسية جديدة تتسم بـ"الفوضى العالمية"، فبعد الانتهاء من الحرب الباردة في1991م شهدت الخارطة العالمية الجيوسياسية تغييرات دراماتيكية في نشؤ دول جديدة واختفاء دول اخرى، ففي منطقة البحر الاحمر وخليج عدن شهدت الضفة الشرقية اختفاء كيانين سياسيين هما الجمهورية اليمنية العربية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتوحدت بكيان واحد باسم الجمهورية اليمنية، وفي الضفة المقابلة نشأت دولة ارتيريا بعد انفصالها عن الدولة الام اثيوبيا وانقسمت الصومال الى ثلاث كيانات بفعل الحرب الاهلية جمهورية ارض الصومال وجمهورية بونت لاند وجمهورية الصومال والاخير معترف بها دوليا.
وبعد عشرين عاما وبالتحديد في 2011م شهدت منطقة الشرق الاوسط تطورات دراماتيكية بفعل الانتفاضات العربية (ثورات الربيع العربي) وما تلاها من احداث فوضى عارمة في المنطقة العربية وفق سيناريو معد مسبقاً في الدوائر الاستخباراتية الامريكية، وبعد عشر سنوات انتقلت الفوضى الى المنطقة المتاخمة للشرق الاوسط وهي منطقة القرن الافريقي التي تعد بوابة الازمات للقارة الافريقية اجمعها بل انها تعد بمثابة (قوس الازمة) لكونها تقع داخل الإقليم والذي يضم القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج.

أهمية منطقة القرن الافريقي:

تتسم منطقة القرن الافريقي بأهمية جيبولتيكية غاية الاهمية تتمثل في:
تتحكم في طريق التجارة العالمية خاصةً تجارة النفط القادمة من دول الخليج والمتوجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة، حيث ان دول المنطقة تطل على المحيط الهندي ومدخل البحر الاحمر ومضيق باب المندب.
وجود 198 جزيرة داخل البحر الأحمر، وهذه الجزر ما هي إلا قواعد متقدمة لسواحل الدول مثل إريتريا وجيبوتي للمراقبة عن كثب، والاستطلاع البحري، مما يجعلها مطمعا للدول الكبرى، وذلك لأن احتلالها أو مجرد فرض السيطرة عليها يعمل على تأمين المجرى الملاحي بالكامل، وإحكام السيطرة على المرور من خلاله، كما تعد ممرا مهما لأي تحركات عسكرية قادمة من الغرب في اتجاه منطقة الشرق الأوسط.
اتصالها جغرافيا بمنطقة حوض النيل ذات الأهمية الكبرى فهي المتحكمة بمنابع النيل لوجود المنبع في إثيوبيا، واتصالها أيضاً بمناطق ودول الشرق والوسط الإفريقي. 
تعد منطقة القرن الأفريقي من المناطق الواعدة اقتصاديا من حيث الاكتشاف النفطي والغاز الطبيعي وامكانية توليدها اكبر طاقة كهرومائية في القارة الافريقية من خلال تشغيل سد النهضة الاثيوبي، فضلا عن كونها سوق استثماريا كبيرا للمنتجات الاجنبية لوجود الكثافة البشرية والعمالة الرخيصة والبنية التحتية الواعدة التي تساعد على الاستثمارات الاجنبية والاستفادة كذلك من خصوبة تربتها الزراعية واستغلال ثرواته الحيوانية الهائلة.

 تعد المنطقة بوابة الدخول الى القارة الافريقية فقد تكالبت عليها القوى الكبرى لبناء قواعد عسكرية او تدفق الاستثمارات والتجارة اليها واهمها الولايات المتحدة الامريكية والصين من خلال ربط المنطقة بمبادرتها (طريق واحد حزام واحد)، بالإضافة الى كل من دول الاتحاد الاوروبي وتركيا وايران واسرائيل واليابان والذين فتحوا شركات استثمارية وعقارية عديدة ومن تلك المنطقة سيدخلون الى بقية دول القارة الافريقية.
وتعد اثيوبيا الدولة المحورية في منطقة القرن الافريقي والتي تشمل كل من (الصومال وجيبوتي وارتيريا وكينيا وجنوب السودان واوغندا ورواندا وبورندي واجزاء من السودان) فمن الطبيعي اذ وجدت فوضى أو حرب اهليه فيها ستتأثر باقي دول المنطقة بل ان انعكاساتها سينعكس الى أبعد من ذلك، بالإضافة إلى وجود القوميات العرقية المختلفة فيها والتي ستساعد في انتقال شرارة لهيب الفوضى الى دول الجوار المرتبطة معها بنفس العرقيات والعصبيات.
وبما أن استراتيجية "الفوضى العالمية" من افكار مراكز الابحاث الامريكية نستنتج أهم النتائج التي سوف تصبو إليها الاستراتيجية الأمريكية في القرن الأفريقي بعد ممارستها لهذه الاستراتيجية وهي:
ضمان السيطرة والرقابة على المنافذ البحرية الهامة المتمثلة في مضيق باب المندب وخليج عدن، إضافة إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي
السيطرة على مخزونات النفط، وتنويع مصادر الولايات المتحدة من الطاقة بالإضافة الى جني ارباح من عوائد بيع كميات كبيرة من السلاح الى الاطراف المتصارعة في المنطقة.
حجة العمل على مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية من خلال التواجد العسكري لتأمين مصالحها الحيوية في القرن الأفريقي.
مواجهة النفوذ الصيني والتركي في القرن الأفريقي بشكل خاص وأفريقيا عموماً وضرب المشروع  الصيني الطموح "حزام واحد طريق واحد".
خلق زعماء موالين للولايات المتحدة والغرب للاعتماد عليهم في تنفيذ الاجندات الغربية في افريقيا وعدم الخروج من العباءة الامريكية.
تدمير الهوية الثقافية الاسلامية في منطقة القرن الافريقي وتحجيم اي دور سياسي لهم وخلق الفوضى والاضطرابات في مناطق نفوذهم. 

أثيوبيا قاعدة انطلاق الفوضى
المتأمل من دراسة تاريخ منطقة القرن الافريقي سيلاحظ ان تاريخ أثيوبيا أو ما تعرف بأرض الحبشة هي محور ومرتكز تطورات الاحداث السياسية في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم خاصة في العصور الحديثة، ففي عام 2006م بعد سيطرة قوات المحاكم الاسلامية الحكم في الصومال اعتمدت الولايات المتحدة على الدور الاثيوبي في اسقاطه، كذلك اعتمد الاتحاد السوفيتي على نشر الماركسية في القارة الافريقية من خلال البوابة الاثيوبية بدعمها لجماعة منغستو هيلا ميريام لإسقاط الامبراطور الامهري هيلا سيلاسي كما دعمت عسكريا النظام الاثيوبي الماركسي في حربه ضد النظام الصومالي الماركسي آنذاك في ما عرف بحرب اوغادين في 1977م.
كما تتميز اثيوبيا بتعدد القوميات العرقية وتمثل القومية الاورومية غالبية السكان بنسبة 34 % من عدد السكان البالغ نحو 113 ملايين نسمة غالبيتهم يدينون بالدين الاسلامي، تليها القومية الامهرية بنسبة 27%  وهي التيغراي 6,1% ثم العفر 6% والصومالية 5% ويقطنون في اقليم "أوغادين" أو "الصومال الغربي"، بالإضافة الى وجود قوميات صغيرة اشهرها كالسيداما، والولايتا، وبني شنقول، وهرر، وسلتي، وقراقي... إلخ. ويمتاز المشهد السياسي في اثيوبيا على تصارع القوميات العرقية في الاستحواذ على السلطة خاصة بين قوميات تيجراي وأمهرة وأوروما وكل منهم لديه حججه على احقيته في الحكم.
 ترى القومية التيجرانية احقيتها بالحكم من منطلق ديني وتاريخي في حكم الحبشة منذ تأسيس مملكة اكسوم وملكها النجاشي فهم كما نطلق عليهم "هاشميين القرن الافريقي" على غرار "هاشميين الجزيرة العربية" لانهم ينتمون الى سلالة النجاشي مؤسس أرض الحبشة وأول من ادخل المسيحية فيها، بالإضافة الى أن معظم من حكم الحبشة يأتي من هذه القومية اذا اخذنا بعين الاعتبار دولة ارتيريا والتي تحكمها نفس القومية. 
اما القومية الامهرية فهم يرون احقيتهم بالحكم بعد انهيار الامبراطورية الاثيوبية وحكم هيلا سيلاسي للحبشة الموحدة ويريدون استرداد السلطة التي فقدت منهم وتغيير اسلوب الحكم الى الحكم المركزي بدلا من اللامركزية السلطة الذي تم التوصل إليه بعد إنهاء حكم قومية الأمهرة على يد قومية التيجراي بزعامة ميليس زيناوي
اما القومية الاورومية فتنطلق من احقيتها في الحكم على اكثريتها في المجتمع الاثيوبي ووجود عاصمة البلاد المركزية اديس ابابا ضمن اقليمها، وقد استطاعت القومية لأول مره بعد سقوط الحكم الماركسي من تولي حقيبة رئاسة الوزراء بعد حدوث احتجاجات ومظاهرات واسعة للمطالبة بالحقوق السياسية والانسانية عام 2015 والتي أدت الى مقتل المئات واعتقال الآلاف، وأجبرت المظاهرات الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف على استبدال رئيس الوزراء في حينه التيجراني هايلي مريام ديسالين بآبي أحمد الذي ينتمي إلى عرقية الاورومية
بينما قومية العفر التي تتشارك مع القومية الصومالية على مناطق حدودية، يطالبان بالاستقلال التام عن إثيوبيا، خاصةً وأن هذه القوميتين مقسمةٌ بين إثيوبيا وجيبوتي وإريتريا والصومال، ويطمح العفر لتأسيس دولة عفرية على ساحل البحر الأحمر، بينما الصوماليين في اقليم اوغادين يحلمون بالانضمام الى بلدهم الام جمهورية الصومال. وفي حال استقلال عفر إثيوبيا، ستنشأ حروبٌ داخلية في كلتا الدولتين المجاورتين جيبوتي وارتيريا، مما يسبب مشكلات سياسية وأهلية إضافية في منطقة القرن الأفريقي.

آبي احمد وحلم الامبراطور هيلا سيلاسي
استطاعت القومية التجرانية ممثلة بحركة تحرير شعب تيجراي اسقاط الحكم الماركسي عام 1991 واتفقوا على تقسيم البلاد الى دولتين دولة ارتيريا بزعامة اسياسي افورقي وجمهورية اثيوبيا بزعامة مينيس زيناوي، وبما أن القومية التيجرانية في اثيوبيا تشكل اقلية شرعت حركة التحرير إلى الاعتماد على النظام الفيدرالي والادارة اللامركزية وجرى تقسيم إثيوبيا إلى تسعة أقاليم، وإضافة إقليم خاص للعاصمة أديس أبابا، التي بدت مقتطعة جغرافيا من إقليم الأورومو، وهو أكبر الأقاليم سكانا، وفيه ما يزيد على ثلث إجمالي سكان إثيوبيا، وأغلب سكانه من المسلمين، مقابل استفراد التيجرانيين على رئاسة السلطة والجيش والمالية مما أدى الى تهميش بقية القوميات العرقية من حقوقهم السياسية، والتي تطور المسألة الى خروج مظاهرات عديدة خاصة في اقليم أورومو استطاعت ايصال آبي احمد إلى رئاسة الوزراء عام 2018م وبدأ الصدام الفعلي.
يعتبر آبي احمد من القومية الاورومية من اب مسلم وام مسيحية من القومية الامهرية وقد اعتنق المسيحية البروتستانتية وتزوج من فتاة مسيحية ارثوذوكسية من القومية الامهرية وبعد نيله لجائزة نوبل للسلام استطاع الامهريين أغراه بلعب دور الامبراطور الموعود، محاولة عودتهم إلى حكم إثيوبيا على جسر سياسات رئيس الوزراء، إذ ورطته الأمهرة على أكثر من مستوى داخلي وإقليمي: 
على المستوى المحلي، حاول الأمهرة إحياء صيغة الحكم المركزي لإثيوبيا الذي حكم به الإمبراطور هيلاسيلاسي وغيره من أباطرة الأمهرة لعقود عدة، وذلك مقابل نظام الفيدرالية الأثنية وشجعوا آبي احمد على إنهاء سيرة جبهة الأعراق، وتحويلها إلى حزب موحد باسم «الازدهار الإثيوبي»، وافتعال قومية إثيوبية جامعة، من وراء تصدير قضية سد النهضة، وقدرته على خلق إثيوبيا متقدمة ، كما تم توريطه محلياً في سياسة اقصاء اعضاء حركة تحرير شعب تيجراي من الادارات الحكومية الهامة التي كانوا يشغلونها سابقا خاصة في الجيش بل أنه اعلان حرب شاملة عليهم في نهاية عام 2020م ووقعت فيها جرائم حرب وانتهاكات ضد القومية التيجرانية والتي ولد حالة من الغبن والانتقام الواسعة. 
أما على المستوى الإقليمي، فورّط الأمهرة رئيس الوزراء الإثيوبي في توتر العلاقات المتصاعد مع السودان بسبب منطقة "الفشقة" التي يسيطر عليها الأمهرة في المناطق الحدودية بين البلدين، وتشكل مورداً اقتصادياً مهماً بالنسبة إليهم، إذ تم ربط الملف الحدودي بين إثيوبيا والسودان بملف سد النهضة اعتباراً من مارس 2020، وهو ما ردت عليه السودان بإعادة التموضع على أراضيها ونشر قواتها في هذه المناطق، ما عُدّ هزيمة للأمهرة ولآبي أحمد معاً.

سيناريوهات المشهد الاثيوبي
يبدو المشهد الإثيوبي قاتماً ومفتوحاً على سيناريوهات حرب أهلية شاملة، بعد فشل آبي أحمد في فرض رؤيته القائمة على وحدة القوميات الإثيوبية في حزبه "الازدهار"، كحزب حاكم والانتصارات الخاطفة التي حققتها حركة تحرير شعب تيجراي وسيطرتها على مناطق في اقليمي العفر وامهرة، وذلك بسبب تمتع الحركة بخبرة تاريخية من حرب العصابات وتمرسها على القتال والمناورة، بالإضافة الى تخلي غالبية القومية الأورومو خاصة المسيحيين منهم لآبي احمد لارتمائه في احضان القومية الامهرية. علاوة على تشكيا تكتل اثيوبي من 9 مجموعات عرقية في واشنطن تنادي بالدفاع عن الدستور الإثيوبي الحالي وتغيير حكومة آبي أحمد عن طريق المفاوضات أو بالقوة وهم ‏جبهة تحرير تيغراي، جيش تحرير أورومو، جبهة تحرير أوغادين، حركة اجاو الديمقراطية، جيش تحرير شعب غامبيلا، جبهة عفار الثورية  الوحدة، جبهة تحرير سيداما الوطنية، حركة التحرير الشعبية بني شنقول ،حركة حق الشعب العالمية كيمانت. ونلاحظ من التكتل القائم أن معظم القوميات العرقية الاثيوبية منظمة فيه عدا القومية الامهرية، وهذا ما يطرح  سيناريوهان لا ثالث لهما 
الاول: استمرار الحرب الشاملة حتى اسقاط العاصمة اديس ابابا ودخول البلاد للفوضى عارمه تمتد لسنوات لشعور احد القوميات بالهزيمة ولن تتردد بأخذ الثأر واستعادة مكانتها.
الثاني: التعنت في استمرار الحرب سيؤدي الى تقسيم البلاد عرقياً مثل ما حدث في يوغسلافيا.

انعكاسات الوضع الاثيوبي على دول الجوار الجغرافي 
مما لاشك فيه ان انفجار الوضع في اثيوبيا سيؤدى الى ارتدادات سلبية لدول القرن الافريقي وما حولها لتشابه الانظمة السياسية والاقتصادية والتداخل الاجتماعي والثقافي والديني بين شعوب المنطقة تطبيقا لمبدأ سياسة "لعبة الدومينو" فانفجار الوضع يشبه بالانفجار البركاني الذي سيقذف حممه البركانية وشطايها على رؤوس الجميع ومن أهم الاثار المترتبة على ذلك:
النزوح الجماعي هربا من الحرب الى دول أمنه وسيتأثر منها في الدرجة الاولى دول العبور ومنها اليمن وكينيا والسودان
عودة القرصنة البحرية في حال تدهور الوضع في الصومال
عودة نشاط الجماعات الارهابية والمتطرفة والتي ستتخذ من اثيوبيا منطلق لتنفيذ هجماتها الارهابية 
هروب رؤوس الاموال والاستثمارات الاجنبية من منطقة القرن الافريقي وبالأخص اثيوبيا
سهولة حرية حركة المهربين وتجار البشر والسلاح والمخدرات حيث سيكون لديهم ملذات امنه في شواطئ القرن الافريقي واليمن يسهل من عملية التهريب والتشبيك مع الجماعات المسلحة خارج اطار الدولة في تلك المناطق المضطربة.

الخاتمة
لقد احتلت منطقة القرن الإفريقي مكانة بارزة في استراتيجيات القوى الكبرى المتنافسة، نظرا لما تمثله من أهمية كبيرة لمصالحها،مستغلة بذلك منافعها الجيوستراتيجية، بذريعة التدخل من أجل محاربة الإرهاب والتطرف والقرصنة وإحقاق الديمقراطية عن طريق الحكامة الرشيدة وكذلك تحقيق النمو الاقتصادي للمنطقة، هذا الأمر الذي شكل عاملًا من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة عن طريق تكالب مصالح قوى دولية وأخرى إقليمية، وبالتالي فإن الدعم العسكري واللوجستي والمادي التي قدمته هذه القوى، كانت سببا رئيسيا في حالة اللإستقرار التي تعيشه دول المنطقة، وحافزا وراء تأجيج الصراعات والنزاعات والحروب، مساهمة بذلك في تدهور البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وينذر ذلك كله بوقوع صراع مستقبلي في هذه المنطقة ومناطق مجاورة، مما سيكون له أكبر الأثر على هذه الدول التي لن يتحمل اقتصادها المتهالك من هذه المغامرات والذي سيرتد صداه الى مناطق اخرى.
 ولهذا فإن تكالب القوى الكبرى على منطقة القرن الافريقي يمثل مدخل للسيطرة على القارة الافريقية بأكملها فإذا اعتبرنا منطقة القرن الافريقي بوابة افريقيا الشرقية فان اثيوبيا مفتاحها، ومع هذا التواجد الكثيف من القوى الكبرى في المنطقة يقابله ضعف التواجد العربي لعدم امتلاكه لأي استراتيجيات فعالة للتواجد والتنافس مع القرب المكاني والتاريخي والديني واللغوي مع دول المنطقة، بالرغم من أنّ دول منطقة القرن الأفريقي طوّرت بشكل منفرد أو جماعيّ علاقات متعددة مع الوطن العربي، والسودان وجيبوتي والصومال أعضاء في جامعة الدول العربية، إلا أنّ المنطقة العربية لا تولي اهتماما كبيرا لهذه المنطقة إلا فيما يتصل بمصالحها وأمنها المباشرين.
#الوفاق_نيوز