فشل مشاروات مسقط للسلام في اليمن.. هل بات التدخل العسكري خيار المجتمع الدولي؟

فشل مشاروات مسقط للسلام في اليمن.. هل بات التدخل العسكري خيار المجتمع الدولي؟

تقرير خاص - كتب الحارث النحري- (الوفاق نيوز): بعد أيام من مشاورات بشأن الملف اليمني في العاصمة العمانية مسقط للسلام في اليمن، إذ قوبلت  برفض حوثي ووضع عقبات أمام مبادرات السلام و أصرّ على مبادرته البديلة، فهل يتجه المجتمع الدولي للخيار العسكري؟، بعد إعلان امريكا نيتها إنهاء الحرب في البلد المُنهك منذ 7 سنوات.

موقف الحوثي المتصلب
قُبيل بدء مشاورات مسقط، طار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى مسقط، 28 أبريل، في زيارة خاصة للقاء الوفد الحوثي، ولم يُعلن عن فحوى اللقاء، غير أن مراقبون يرون أنه تزويد الحوثيين بنقاط وشحنهم بشأن صلاحيات المشاورات، إذ تتحكم طهران بموقف الحوثي السياسي، وقد تكون اوعزت للوفد الحوثي بعدم التهاون أمام الضغوط الأمريكية. 

وكان رئيس الوفد المفاوض التابع للمليشيات محمد عبد السلام قد هاجم المبعوثين الاممي والامريكي وقال انهما يحاولان فرض المبادرة السعودية، وكان أول من كشف فشل مشاورات مسقط.

واشار عبدالسلام في تغريدة على حسابه بتويتر، الى ان الحديث عن معركة جزئية لا يفيد في تحقيق سلام بل يطيل أمد الحرب، 
وحذر عبد السلام من مغبة اصدار اي قرار جديد لمجلس الامن الدولي بشأن اليمن، وقال عبد السلام ان اي توجه مستجد من مجلس الامن  فلن يكون قابلا للتحقق إلا ما يلبي مصلحة اليمن أولا.

وفقا لخبراء التحليل السياسي فإن رفض مليشيات الحوثي لجهود ايقاف الحرب في اليمن يأتي في اطار ضغوط النظام الايراني على المجتمع الدولي لتحقيق خطوات ايجابية ملف ايران النوي وإلغاء العقوبات الدولية على طهران، إذ تقايض الملف اليمني وغيره في هذا الشأن.

فشل مشاورات مسقط 
وفقا لبيان المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث فأن مشاورات مسقط مع الحوثي وصلت إلى طريق مسدود، قالت مصادر دبلوماسية و إعلامية أن المفاوضات التي يجريها المبعوثان الاممي مارتن غريفيث والامريكي ليندر كينغ مع  وفد الحوثيين في مسقط في مسقط فشلت في تحقيق اي خطوة ايجابية، وغادر المبعوثين والوفد الأخرى مسقط باستثناء وفد الحوثيين الماكث فيها منذ 2018. 

يأتي هذا غداة إعلان وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين 3 مايو إن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تعتزم إنهاء النزاع في اليمن.

خيارات المجتمع الدولي
اليوم الاربعاء 5 مايو، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الاربعاء، إقرار المجتمع الدول إنهاء الحرب في اليمن، التي تدور من 7 سنوات، وذلك بعد اجتماع ضم المبعوث الاممي الى اليمن السيد ليندر كينغ والمبعوث الاممي مارتن غريفيث و ممثلي الدول الخمس الكبرى.

جاء هذا عقب رفض الحوثيين لمبادرة إنهاء الحرب وفشل مفاوضات مسقط.

وهدد المبعوث الامريكي يوم 4 مايو، بفرض عقوبات على الحوثيين إذا لم يتوقفوا عن الهجوم على مأرب وعدم تعاونهم، مُلمّحاً إلى تعنتهم في المفاوضات.

النيه الامريكية لإيقاف الحرب اصبت واضحة، حيث ان المعارك في جبهات مأرب شبة متوقفه  منذ 3 أيام،ويبدو أن مشاورات مسقط افسحت المجال لهدنة غير معلنه بين الطرفين بضغط المجتمع الدولي.

هل يلجأ المجتمع الدولي للخيار العسكري؟
مع تعنت الحوثيين و فشل مفاوضات مسقط، يرى مراقبون ان المجتمع الدولي يضغط على الحوثيين لقبول إنهاء الحرب، حيث هدد بفرض عقوبات على الجماعة، وهو ما جعلها ترضخ لهدنة غير مُعلنة و إيقاف جبهات مأرب.

لكن مراقبون آخرون يرون  أن أمام المجتمع الدولي خيارات أخرى قبل الخيار العسكري الذي يراه البعض الخيار الاخير امام المجتمع الدولي في حال معارضة الحوثيين لإنهاء الحرب، في حين آخرون وذكروا انه من الممكن ان تعطي أمريكا التحالف العربي بقيادة السعودية مزيداً من الضوء الاخضر لاستمرار العمليات العسكرية ضد الحوثيين.

الوفاق نيوز استطلاع رأي خبراء ومحللين في اليمن حول خيارات مابعد مسقط، حيث قال يحيى ابوالرجال، أن الخيار العسكري غير ممكن، فالامريكان لا يريدون التدخل العسكري، و يفضلون تهدئة الوضع بكل مكان لا اشعاله. 

اما الإعلامى عبدالله السنامي فقال، إن المنطقة لا تحتمل مزيدا من الصراع وقد تعطي واشنطن التحالف مزيدا من الوقت لاستمرار خوض الحرب ضد الحوثيين.

في حين ذكر سمير الحرازي أن تشديد العقوبات واطلاق يد المملكة مجددا هو الخيار أمام المجتمع الدولي بعد فشل مفاوضات مسقط.

واشنطن تبحث عن النموذج الأفغاني 
وفي سياق متصل قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة خاصة باليمن بتاريخ 12 مايو الجاري، واُعلن ذلك قبيل بدء مشاورات مسقط لمواجهة أي تعنت حوثي، غير أن الحوثيين استمروا في تصلبهم، ولوح أيضا بقبول تغيير 
صيغة القرار الدولي 2216 رغبة لمطالب الحوثي. 

وفقا لمصادر مطلعة، فإن الامريكان طرحوا ان يكون تغيير القرار 2216  تحت البند السابع، وهو من اعتبره الباحث يحيى ابوالرجال، "أخطر بكثير مما هو موجود، وسيشرعن تدخل دولي عسكري، لكن  هناك قوى عظمى ليست مع هذا الطرح"، لذلك تحتاج واشنطن وقتا كافي لإقناع الدول الكبرى بذلك.

وأمام زخم الاهتمام الأمريكي بالملف اليمني، ظهرت التغيرات في مواقف السعودية والإمارات، إذ تحدث ولي العهد السعودي بإيجابية عن مليشيات الحوثي، كما إجراء ولي عهد أبوظبي اتصال مع الرئيس الامريكي بايدن، أعقبه لقاء الأربعاء 5 مايو، مع ولي عهد السعودية في الرياض، وصرح بن زايد قائلاً: "تبادلنا الرؤى بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية وتكثيف التعاون في مواجهة التحديات وتعزيز الاستقرار"، يعتبر الملف اليمني هو المحرك لذلك.