دور الهاشميين في مشروع إقامة دولة اسرائيل من الفرات إلى النيل !!!!!!
م . عباد محمد العنسي
منذ نشأت الكيان الصهيوني كدولة مزروعة في قلب الوطن العربي فلسطين في عام 1948م ، كانت علاقة هذا الكيان الصهيوني مع كل الأنظمة العربية التي يقودها الهاشميين في الوطن العربي علاقة وطيدة و عميقه سواء بشكل علني أو بشكل سري.
سنتطرق لتلك العلاقات العلنية والمعروفة لدى الجميع ، فقد قامت الانظمة العربية الهاشمية في كل من اليمن والمغرب والعراق والأردن وكذلك بعد أن تم الاستيلاء على السلطة في إيران في عام 1978م من قبل الهاشمي الخميني بتهجير 850 الف من اليهود العرب و الايرانيين وذلك على النحو التالي :
- من اليمن تم تهجير 55000 يهودي الى فلسطين فيما سمي بعملية بساط الريح في عام 1950م ، من قبل المملكة الهاشمية في اليمن وفي عام 2016 تم تهجير 600 يهودي من قبل الحركة الحوثية الهاشمية .
-من 1939حتى عام 1953م تم تهجير نحو 110000 ألف يهودي من قبل الهاشميين الذي حكموا العراق والاردن حينها .
- ومابين 1948م تم تهجير من المغرب الى الان نحو 472800 يهودي مغربي .
- في عهد الخميني الهاشمي الذي استولى على السلطة في إيران عام 1978 تم تهجير خلال الفترة من 1979 الى 1980 م 50.000 الف يهودي ايراني إلى فلسطين.
هؤلاء الذين تم تهجيرهم من قبل الهاشميين يمثلون نسبة لا تقل عن نصف سكان ما يسمى بدولة اسرائيل ، اي أن هذه الانظمة الهاشمية هي المؤسسة لهذا الكيان .
-في الوقت نفسه تم طرد نحو 711000 ألف من الفلسطينيين من عام 47 وحتى 49م ، معظم هؤلاء هجروا إلى الأردن ، وعندما حاولت حركة فتح الانطلاق من الاردن لاستعادة فلسطين في عام 1970 ، قام ملك الاردن الهاشمي بمهمة الدفاع عن اسرائيل فيما عرف بمذبحة ايلول الأسود ضد المقاومة الفلسطينية .
في عام 2003 م تم تسليم العراق للهاشميين الذين تقودهم إيران الخمينية الهاشمية وبعدها تم تغييره العلم العراقي بعلم مقتبس من العلم الصهيوني مع اختلافات بسيطة ولولا الرفض الشعبي لذلك لكان الرمز الوطني العراقي هو صهيوني .
رغم أن ذلك لم ينجح إلا أن ذلك يعكس توجه من سلم لهم حكم العراقي الصهيوني
-في عام 2004م طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية حينها .
واعلنت عن خطة الفوضى الخلاقة التي سيتم وفقها تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد ومن ضمن هذا المشروع .
- تهجير الفلسطينيين الى سيناء كوطن بديل للشعب الفلسطيني.*
- إقامة دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل.
من مخرجات الفوضى الخلاقة التي بدأت بغزو العراق القضاء على الأنظمة القومية الجمهورية في كل من العراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن و إعادة الهاشميين إلى الحكم وقد نجحت في العراق وفي جزء من اليمن واجزاء من سوريا لاتزال هذه الفوضى الخلاقة تعبث بالوطن العربي في ليبيا واليمن وسوريا والسودان.
وقد فشلت هذه الخطة في مصر ، وتونس .
هذا يعني أن إقامة دولة الكيان الصهيوني الاسرائيلي من الفرات إلى النيل مرتبط بحكم الهاشميين للوطن العربي .
السؤال الهام هنا ماهو سر هذه العلاقة بين الهاشميين والاسرائيليين ؟؟!!
الإجابة على هذا التساؤل بشكل مختصر جدا هي :
إن الشعب الاسرائيلي من الناحية العرقية والهاشميين هم شعب واحد ، فكليهما عرقيا يلتقيان في ابراهيم والذي يجمعهما كسلالة عرقية واحدة وكل دول العالم قائمة على الهوية العرقية الواحدة .
هذه النقطة برزت بشكل واضح في طرح المشروع الابراهيمي كهوية جامعة لبني اسرائيل والهاشميين ، لتكون هذه الهوية هي هوية الشرق الأوسط الجديد الذي تقوم فيه دولة اسرائيل من النيل إلى الفرات .
الأخطر في فكرة الهوية الإبراهيمية
ان السكان الأصليين للشرق الأوسط ، سيكونون هم بني اسرائيل وبني هاشم وما دنهم لن يكونوا من سكان الشرق الأوسط الاصليين ويمكن ترحيلهم .
لقد بدأ الغرب الترويج لهذه الهوية منذ عام 2013م بقيادة طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق وهيلاري كلنتون وزيرة خارجية أمريكا السابقة وكان الهاشميين ولا زالوا هم البارزين الذين يقومون بالترويج لهذه الهوية الابراهيمية كهويه للشرق الأوسط ، ويعرف هؤلاء باسم الصهاينة المسلمين .
وقد عملت اسرائيل مبكرا في الإعداد للصهيونية الإسلامية من خلال انشاء جامعة إسلامية في تل ابيب لتخريج الصهاينة المسلمين فكان منهم ابوبكر البغدادي مؤسس حركة داعش وغيره من مؤسسي الحركات الإسلامية التي مزقت الوطن العربي والمتابعين لهذه الحركات سيجدون أن قياداتها تدعي النسب الهاشمي.
ها هيا داعش في ظل الحرب الصهيونيه على الشعب الفلسطينى تخرج لتعلن على الملاء أن المقاومة الفلسطينية حماس وغيرها هم أعدائها وأنهم كفرة .
ومعروف أن داعش حركة انشئت من قبل امريكا وايران وكانت مهمتها القضاء على الحركة القومية العربية المقامة للنفوذ الفارسي في العراق وهذا ما نجحت به هي وكتائب الحشد الشعبي الشيعية العراقية وثم قامت هذه الحرة بفتح الطريق لتواجد امريكا في شمال سوريا.
اليوم الأساطيل الغربية بقيادة امريكا تحشد إلى شواطىء فلسطين بحجة القضاء على حركة المقامة الفلسطينية حماس .
لكنها في الحقيقة هي لإستكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد ، الذي لم يستكمل وفق خطة الفوضى الخلاقة.
ومن خلال مجريات الأحداث في فلسطين ، نجد أن أمريكا تستخدم الحركات الشيعية التي كل قياداتها هاشمية في الوطن العربي ، كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق ، وكذلك الحركات الأخرى كداعش ، ذريعة لتدخلها لإ ستكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد ، حيث تعمل منها البعبع الذي يهددها ويهدد الكيان الصهيوني ، وتنسب هي اعمال لهذه الحركات يعرف الجميع أن هذه الأعمال لايمكن لاي من هذه الحركات القيام بها لعدم قدرتها على القيام بها .
مع أن هذه الحركات التي تصنف نفسها بحركات المقاومه و الممانعه للكيان الصهيوني والتي لديها القدرة على تغيير المعادلة عسكريا وسياسيا واهمها حزب الله لم يحرك ساكنا لمواجهة هذا السيناريو ، ولن يحرك شيء لأنه وبقية تلك الحركات جزء من هذا المشروع.
*الخلاصة أن الهاشميين والاسرائيليين تجمعهم هوية عرقية واحدة ومن الطبيعي أن يكونوا في خندق واحد مع بني اسرائيل .
29 اكتوبر 2023م