أردوغان زعيم تاريخي وهذه خطته السرية

أردوغان زعيم تاريخي وهذه خطته السرية

أردوغان زعيم تاريخي وهذه خطته السرية

الدكتور صادق السالمي

حدث ماتوقعته فعلا وفاز اردوغان بنسبة 4% أو اقل وهذا ليس ضربا للودع او قرائة للطالع او بناءا على حسابات فلكيه وإنما بناءاً على حسابات دقيقة ومعرفة حقه لشخصية بذكاء وحنكة ودهاء اردوغان فلم يكن اردوغان من الغباء ليفوز باكثر من 4% ولم يكن من السذاجه ليفوز في الجولة الأولى فاردوغان أكثر دهاء وفهم ومعرفة بمعارضيه وأكثر فهم لعقلياتهم ويعرف ماهي الطريقة التي تمكنه من تسويق نصره لخصومه والوسائل التي تجعلهم يقبلون هزيمتهم أمامه وقد استطاع فعل ذلك من خلال منحهم شرف الهزيمه وحصوله على ذل الفوز.


فانتصار اردوغان كان نصرا بطعم الهزيمه وخسارة اوغلو كانت هزيمه بطعم النصر،،، يستطيع مرشح المعارضه التباهي بانه حصل على ثقة مايقارب من نصف الناخبين ويستطيع التباهي انه هز عرش الخليفه الذي ظل متربعا على الحكم لمدة عشرين عاما بكل استرخاء وانه هذه المره اوشك على السقوط ومابين نتائج الانتخابات الرئاسيه السابقه التي حسمها اردوغان باغلبيه مريحه جدا جدا ودون اي شعور بالخوف او الهلع ودون بذل اي مجهود حقيقي من قبله وقبل انصاره ومابين نتائج هذه الانتخابات التي عجز الخليفه عن حسمها من الجوله الاولى وحصل مرشح المعارضه على مايقترب من نفس عدد الاصوات التي حصل عليها اردوغان- اقول مابين التجربتين يكمن الانجاز الذي بامكان المعارضه الحديث عنه والتباهي به بل ويكمن فوزهم الحقيقي اذ ان بامكانهم حسم اي انتخابات لو كانت ضد شخص غير اردوغان وهذا يكفيهم شرفا وهذا ماسيجعلهم يقبلون بالنتائج وهذا هو السيناريو الذي رسمه لهم اردوغان بكل ذكاء وحنكه وسارو وفقا له دون ان يعو ذلك،،،


لم يكن اردوغان ليريد اكثر من الواحد في المائه وليس حتى الاربعه فالنصر هو النصر بصوت واحد او بمليون صوت والهزيمه هي الهزيمه بصوت واحد او بمليون صوت والمكسب الحقيقي هو لتركيا ولتجربتها الديموقراطيه ولم يكن اردوغان ليريد بعد هذه المسيره الحافله بالعطاء والتنميه والانجازات الاقتصاديه والسياسيه لم يكن يريد اكثر من تقاعد يليق به وبما قدمه لوطنه خلال العشرين العام الماضيه ،،،

لم يكن ليريد اكثر من انهاء هذا المشوار الحافل باكثر من مكافئة نهاية الخدمه لرجل افنى عمره في بناء المؤسسات الديموقرلطيه التركيه بناءا حقيقيا بعد ان كانت التجربه الديموقراطيه التركيه لا تعدو ان تكون عباره عن مؤسسات كرتونيه تهب عليها رياح الانقلابات العسكريه كل عقد او عقدين من الزمن ،،،

تجربة اردوغان في السلطه عززت ورسخت وفعلت دور المؤسسات الدستوريه ولم يكن من اللائق بمن اعاد للدستور اعتباره ان يخرج من الحكم بهذا الشكل حتئ ولو من خلال الدستور لكن تظل له علئ الدستور عطايا هبات وعطايا مسترده تتمثل بفترة رئاسية ثانيه يستحقها تحت اي ظرف من الطروف من اعاد للرئاسه وللدستور ولمجلس النواب والمجالس المحليه اعتباراتها وسلطاتها المسلوبه من قبل العسكر،،،

شخصيه بحجم ومكانة وانجازات اردوغان لم يكن يليق بها الخروج أو الانكسار السياسي المذل والمهين وإنما كان يليق بها ماحدث اليوم نصرا "بقرصة اذن" نصرا يقول له أن انتهى دورك الئ هنا واترك الساحه لغيرك ولا تحاول البقاء اكثر مما يريد الناس بقاءك واكثر مما رسم التاريخ من دور محدد لك،، حقق اردوغان انتصارا يقول له ليتك كنت اعتزلت واكتفيت بما حققته ونلته لكن اردوغان يظل اولا واخيرا احد صناع التاريخ واحد ابناءه في نفس الوقت ولم يكن التاريخ ليقبل خروج اردوغان دون مكافئته فاردوغان حفر اسمه في تاريخ تركيا كمؤسس حقيقي للجمهوريه الثانيه بعد مصطفى اتاتورك واذا كان اتاتورك قد نصب الجيش حاميا للجمهوريه فاردوغان قد انتقل بالجمهوريه الى مستوى ارقى وجعل من الشعب نفسه حاميا لهذه الجمهوريه وقد تجسد ذلك من خلال اسقاط الشعب لانقلاب العسكر في الفين وستاعش بعد سته عشر عاما من حكم اردوغان الذي استطاع فيه تحييد الجيش واخراجه من العمليه السياسيه ولولا فترة اردوغان في الحكم لنجح الانقلاب ولما ارتقت تركيا بوعيها وتجربتها السياسيه والديموقراطيه ولما تاسست جمهوريتها الثانيه،،

اقول شخص بهدا التاريخ السياسي لم يكن يليق به الا خروج سياسي يتناسب وعظمة دوره السياسي وحجم تفعيله للمؤسسات الديموقراطيه وكان هذا الخروج متمثلا في فترة رئاسيه ثانيه لايحتاجها اردوغان المؤسس للجمهوريه الثانيه ولايحتاجها اردوغان صاحب الانجازات الاقتصاديه والتنمويه العملاقه لايحتاجها من نهض بالاقتصاد التركي وحقق الانجازات التصنيعيه الجباره في كل المجالات وتحديدا في الجانب العسكري الذي اصبحت فيه شركات التصنيع العسكري التركي تنافس بانتاجاتها المتميزه والناجحه القوى العظمى صاحبة التاريخ العريق في الصناعات العسكريه بل ان تركيا قد تجاوزت الكثير منها وتغلبت عليها في عهد اردوغان واقول لايحتاج اردوغان الرئيس ولا المؤسس ولا رائد النهضه التركيه لفترة ثانيه ولا يحتاجها كذلك حتى اردوغان السياسي الديموقراطي الحق الذي يتبادل النكات والتعليقات والانتقادات خلال فترة رئاسته مع المعارضين له في البرلمان لايحتاج لفترة ثانيه لكن من يحتاج لهذه الفترة الثانيه هو اردوغان الانسان الذي افنى عمره وحياته في خدمة التجربه السياسيه التركيه يحتاجها تطييبا لخاطره ووفاءا لما صنعه من انجازات ولما لعبه من ادوار محوريه وتاريخيه في حياة الشعب التركي وفي حيوات شعوب كثيره ابرزها الشعوب العربيه والاسلاميه واي كانت هذه الادوار ايجابيه او سلبيه فهذا ليس مقام تقييم اردوغان من قبل من تاثرو سلبا بسياسته وانما مقام الاعتراف بادواره الفاعله على المستوى الدولي،،،

كما ان التجربه الديموقراطيه التركيه تقتضي بقاء اردوغان لفترة ثانيه وذلك حتى تترسخ وتتقوى دعائم النظام الديموقراطي التركي عن طريق خروج تدريجي لشخص بحجم ومكانة وتاثير اردوغان الذي ظل محور ومركز الاحداث في تركيا لمدة عشرين عاما وخروجه المفاجئ ربما سيحدث حالة صدمه لدئ الشعب التركي وشخصيا لا استطيع تخيل تركيا بدون اردوغان فما بالك بافراد الشعب التركي انفسهم كما ان من سيأتي بعده ربما ينتهج سياسات قد تكون علا نقيض سياسة اردوغان وهو ماقد يؤدي ربما الى تفكيك تركيا لكن الفترة الرئاسيه الثانيه ستجعل اردوغان يغير من الكثير من سياساته وذلك حتى يهيئ ارضية سياسيه لبديل سياسي له يستطيع استكمال نهجه وخطه السياسي،،

المهم كما تحدثت البارحه ان اردوغان لم يكن يحتاج من سنان اوغان غير اعلان مؤازرته اعلاميا وقلت ان انصار اوغان لن يصوتو لاردوغان وهذا ماحدث فعلا اليوم ويمكن استنتاجه من خلال انخفاض نسبة التصويت من تسعين في الميه في الجوله الاولى الى اربعه وثمانين في المائه مما يعني ان انصار اوغان لم يصوتو وهذا كما قلت وفقا للسيناربو الذي رسمه اردوغان نفسه انه لايحتاج غير غطاء يمنحه مشروعية التفوق بعد ان تم الترويج ان اوغان هو من سيحسم الكفه لصالح اي من المرشحين،،

نبارك لتركيا ولاردوغان ولاوغلو وللشعب التركي هذه التجربه الحيويه الرائده وتحت اي ظرف من الظروف فلو لم يكن اردوغان لما اهتم الجميع شرقا وغربا بما ستفرزه الانتخابات التركيه من نتائج ولولا اهمية ودور تركيا الاقليمي والدولي الذي ما كان له ان يكون لولا اردوغان لما اهتمينا جميعا بنتائج هذه الانتخابات،،،،
ملحوظه اخيره
لست اخواني
ولا احترمهم هههههه
لكن اردوغان حاجه تانيه
#الوفاق_نيوز
بغرنا


طباعة   البريد الإلكتروني