عن التأويل ومنتجه.. ( نطل على مالانريد لنقراء مانريد)

عن التأويل ومنتجه.. ( نطل على مالانريد لنقراء مانريد)

 

عن التأويل ومنتجه.. ( نطل على مالانريد لنقراء مانريد)

 


محمد علي اللوزي

التأويل أحيانا يجر الى مواقع غير صحيحة، لكنه يكشف نوايا خفية للمأول او المنتج للتأويل الذي يسقط مايعتمل فيه من أهواء ومايجسد في دواخله من سرائر ورغبات.

في التأويل تكتشف ثقافة الآخر واتجاهاته ورغباته الدفينه واستنطاق المكبوت فيه، ومايعلنه من تمظهر غير بريء إذا ما اقتربت منه.


التأويل احياناً يكشف لك ويباغتك بشيء لم تكن تتوقعه، وينصهر في عالم قد يجر الى مستويات غير حاذقة والى تخاصم مع الآخر، والى رؤى تعبر عن المضمر او المسكوت عنه.

في التأويل احكام جاهزة تبرز، واستدعاء ثقافة مسكون بها المأول، ولا يقدر على المجاهرة بها لكنه يستنطق القول فيتبعه بسؤ الظن، فيغرق في عوالم جاهزة في اعماقه، لنكتشف مالم نتوقعه.

التأويل في بعض الأحيان تمترس خلف المعنى، وجاهزية للإستغراق في ماليس موثوقا به، ولكنه يتحول الى أيقونة لدى المأول أو المنتج للتأويل.

كأن ثمة ثقافة أخرى غير المتمرئية تسكن الجاهز، تمكنه أن يلقي ثقافة استبعاد وإقصاء وتحويل الظن الى حقيقة، والحقيقة الى موقف، والموقف الى تجمد فكر وحياة.


يبدو أن ثمة غلو يقبع في التأويل. التطرف، التشدد، التفسيق، والتكفير، والإنفلات أيضا، وتمييع المرئي، وتغليب الجواني على الواقعي، وخلق خصومات ونزاعات، وتوافق واختلاف، وتعكير فكر، وشد وجذب، وتحميل مالا يحتمل، وقهر المرئي حتى لانقع عليه.

التأويل في بعض الأحيان انقباض وجرح وتسفيه واقع وظاهر، وانجاز باطن ليس هو المطلوب، او المتعين، او مايشي به المرئي.

التأويل تخندق وتمترس وتمظهر غير بريء احيانا، ومجاهرة بغير الحقيقي، مالم يكن منطلقه ثقافة متأنسنة، وروح منصهرة في القيم والأخلاق، والرؤية الى البشري بكل احتمالاته، وفهم البعد الاجمل والأنقى لماهو إنساني وثقافي فكري وإبداعي،.

التأويل في احيان مداراته اخرى، خروج عن المطلوب والمألوف، ومانحتاجه لإبقاء نسغ علاقة بالمرئي ليستمر الحوار والغاية البشرية لماهو جميل ونقي.

التأويل في احيان كثيرة يهد نظم وقوانين، ويجر الى منازعات وخصومات وفجور، وشد وجذب غير مبرر، وقبر وهلاك لفكرة نقية، أحياناً يكون تأصيل نوازع مقيته، وخربشة حياة، وهروب من البسيط الهاديء النقي، الى المركب المعقد المعكر للصفو.

وأحياناً يغلب الكيد واستدعاء التبريري للقمع والخصومة وإعلان الموقف واستدراج الثقافي الى مواطن الزلل وإلى غير البريء واحتمال مالايحتمل.

انهزم المرئي أو المعلن عنه أحيانا بفعل التأويل، وجعل القاعدة استثناء والاستثناء قاعدة.

التأويل مالم ينبني على ثقافة حقيقية وإنسانية وجمالية وبحث عن الأفضل، فهو محق لأنبل مافي الوجود قيم الحق والخير والجمال والصدق الخالي من المواربة والكيد وقول مالم يقل.


هذا مانراه في التأويل البوليسي في التحقيقات في تحميل الموقف او المنطوق به مالا يحتمل ليجره الى مكامن الإدانة والعقوبة والموقف المشيطن للآخر وهو يرمي به في متاهات أخرى وتعذيب لايكف عن خلق الأذى. التأويل الغير بريء يحمل الشيطنة يدفع الى مواقف قاسية وارتياب يظل يحاصر البسيط والعادي في حياته يذيب منها الأجمل.

التأويل فعل مشين حين يخرج عن البراءة والقصدية النزيهة ويمارس الدجل المعرفي والفكري ويلوي عنق الحقيقة ويعمل على توظيفها في اتجاه صناعة( بطرركية) تستهدف الإنسان والإبداع والحياة.

للتأويل مجالاته واتساعه واشتراطاته ليكون رافدا للعملية الإبداعية وهو مالانحصل عليه إلا بإخلاص لقيم الإبداع وبناء علاقة صحيحة خالية من الاستهداف وسوق الاتهام وترتكز على النص دلاليا وجماليا..


طباعة   البريد الإلكتروني