رسالة إلى الأستاذ عبده الجندي

رسالة إلى الأستاذ عبده الجندي

رسالة إلى الأستاذ عبده الجندي

فيصل الشبيبي

الأخ الأستاذ عبده محمد الجندي..
مقامك وعمرك، أكبر من أن يجرجرك مذيع عنصري طائفي قبيح، إلى تزييف التاريخ والإساءة لقيادات اليمن والمؤتمر الشعبي العام التاريخية، وفي مقدمتها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله، الذي كانت تربطه بك علاقة استثنائية ويُكِن لك كل احترام.

أنت تعلم علم اليقين نضال الزعيم صالح من أجل الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية على مدى عقود، وتعلم أنه لم يكن مناطقياً ولا طائفياً ولا مذهبياً، بل يمنيٌ عروبيٌ إنسانيٌ حتى أخمص قدميه، وتعلم كذلك بأنه لم يكن دموياً بل ظل يُروّض الصغير والكبير من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وبناء الدولة اليمنية الحديثة، وأنه ظل بحكمته وحنكته يعالج القضايا الوطنية الكبيرة ومن بينها حل قضايا الحدود مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، بعد أن ظلت عالقةً أكثر من ستة عقود.

وتعلم أنه لو كان دموياً لظل في الحكم حتى يومنا هذا، وسلم دولة بكامل أركانها مطلع 2012، حرصاً على حقن الدم اليمني، رغم أنه كان يمتلك كل عوامل القوة من جيش وشعب وسلطة.

التاريخ يشهد بأن اليمن لم تتوحد إلاّ في عهد علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، ويشهد بأنه لم يتم استخراج النفط إلاّ في عهد الزعيم صالح، وأنه لم يتم إعادة بناء سد مارب إلاّ في عهده، وأن اليمن شهدت أكبر نهضة تعليمية وتنموية في عهده، وإن الحرية والديمقراطية لم تشهد تطبيقاً عملياً إلاّ في عهده، فلا تجعل لهؤلاء العنصريين عليك سبيلا، ولا تدعهم يُستخدمونك ويُسخّرونك خدمةً لأجندتهم الطائفية ومشاريعهم الهدّامة.

الحووثيون عصابة سُلالية عنصرية طائفية، يعرفها القاصي والداني، فلا تتركهم يأكلون الثوم بفمِك، ويحولونك إلى شاهد زور على قيادات وطنية جمعتك بهم سنوات بل عقود من النضال والعمل، قيادات تُكِنُّ لك كل التقدير والاحترام على مدى أكثر من أربعين عاماً.

واضح جداً من خلال هذا المذيع الدّعي الدخيل على مهنة الإعلام والصحافة، أنه يُلقّنك ما يريد لينتزع ما يشاء من إجابات حتى وإن عرّضك لألف موقف مُحرِج، كي يستخدموا هذه الشهادات الزائفة في المستقبل، ويحرقوا تاريخك وماضيك ومستقبلك، ويجعلوا حديث السوء عنك على كل لسان.

كم تبقّى من عمرك حتى تستجيب لهؤلاء النكرات، وتُدلي بهذه الشهادات وهذه الاعترافات الكاذبة التي ينتزعونها منك انتزاعاً؟ وما هي الجدوى والفائدة التي ستجنيها من وراء هذه العصابة سوى رضى سيّدهم عنك؟؟.

أنت تعلم أن علي عبدالله صالح رحمه الله، يميل إلى العفو أكثر منه إلى الانتقام، وأنت بنفسك أحد الذين أصدر عفواً بحقهم رغم ضلوعكم في عملية الانقلاب الشهيرة في 15 أكتوبر 1978 م وتقلدت في عهده أعلى المناصب ابتداءً من وكيل وزارة العمل وعضواً في مجلس الشورى قبل الوحدة، وعضواً في مجلس النواب بعد الوحدة، حتى الناطق باسم اللجنة العليا للانتخابات ثم نائباً لوزير الإعلام وعضواً في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وهي أعلى هيئة سياسية في الحزب، رغم أنك أمين عام للحزب الناصري.

الأعمار بخواتيمها، يا أستاذ عبده، وها أنت تتجاوز السبعين عاماً، فلا تختم عمرك وتقضي على تاريخك ومحبة الناس لك، بشهادة الزور على شخص بحجم الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، وعلى مرحلة من أزهى مراحل اليمن بناءً وحريةً وديمقراطية وأمناً واستقراراً، يريد الظلاميون طمسها لتبييض وجوههم القبيحة.
ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه وعمره.
والعاقبة للمتقين.


#الوفاق_نيوز


طباعة   البريد الإلكتروني