عبدالرحمن الغابري يستحضر ذكرى زلزال ديسمبر 1982 في ذمار

 عبدالرحمن الغابري يستحضر ذكرى زلزال ديسمبر 1982 في ذمار 

(الوفاق نيوز): كتب المصور اليمني عبدالرحمن الغابري ذكريات يوم 13 ديسمبر 1982 حيث شهدت محافظة ذمار زلزال كارثي. 

وكتب عن ذلك عبدالرحمن الغابري، الذي يلقبه اليمنيون "ذاكرة اليمن"، حيث انه من اوئل من وثق الكارثة، ونشر صور عن المأساة. 

#الوفاق_نيوز ينشر ماكتبه الغابري:

هذه الصور بدون تعديل  تركتها كما صورتها   برغم التنقل من مكان  لأخر ، ورغم  مأساة الحرب الحالية  التي أجبرتني  على عدم معالجة الصور والافلام    فقد بقيت محتفظة بمحتواها  وستدخل عامها ال40م  

قبل هذا الوقت بساعتين من يوم 13ديسمبر 1982م  وبينما كنت عائدا من  محطة التليفزيون  بعد تسجيل مجموعة اغان جماعية، وحين تحركت بسيارتي الجلانت  وانا مار  بشارع عمران، ارتعشت السيارة  وتمايلت يمينا وشمالا  فشعرت أن زلزالا قد حدث. ،فعلا اهتزت صنعاء،  حدث ذلك في ثوان، اتجهت إلى وزارة الإعلام والثقافة   بجانب الإذاعة القديمة  علي اجد خبرا، وجدت الاستاذ العزيز المرحوم يحيى علي الارياني  وكيل الوزارة.. كان مضطربا وحزينا، استفسرته عما حدث؟  أخبرني أن زالزالا  قد وقع في محافظة ذمار  وشعر  به  سكان صنعاء .. وهل بأمكاني التحرك الان الى ذمار  وهل لدي افلام كافية  وكاميرات جاهزة؟  

فورا أجبته بالايجاب  فعادتي أن أكون جاهزا  بكل معداتي  ، تحركت دون انتظار اي شيئ   الى ذمار   ، وصلت إلى   قرية رصابة وما جاورها  اولا .. اخذت مجموعة صور    بالافلام المتوفرة ووجدت أنني بحاجة إلى كمية افلام،  صورت  بالموجود وعدت فورا إلى صنعاء والى الاستاذ يحي الارياني   كان قد جهز سيارة دفع رباعي  تتبع وكالة الأنباء سباء. 
تحركنا أنا والزملاء  منهم الصديق المخضرم احمد العنابي بعد العصر تحركنا واتجهوا فورا إلى ضوران  وما رأيته في الظهيرة  رأه الزملاء..  
المأساة أكثر في ضوران  بقينا حتى الساعة واحدة فجر اليوم التالي، حدثت اهتزازات ارتدادية كانت الكلاب قد شعرت بها قبل وقوعها..
، لقد حذرتنا الكلاب  بحدسها الثاقب  ولم نقترب من الأبنية  المتأثرة  ولا من بقيت سليمة إلى حد ما!!!
 وجدنا ضحايا كثر،اغلبها من النساء  اللائي كنا في المطابخ اثنا وقوع الزلزال  
 وأطفال المدارس والمصلين في المساجد. 

شاهدت  وصورت جثثا كثيرة   وانا ابكي   لم  انشرها. فقط زودنا  المنظمات والدول  بمجمل الصور  منها تلك.  ولم ولن  انشرها  أنا وأعتقد هم أيضا لم ينشر وها واكتفوا باللقطات  التعبيرية وصور الأبنية  المنهارة  وصور الاغاثات والتشرد في العراء.

أهم الصور التي نشرت صورة الطفلة التي تحمل أختها الصغرى  وهي حالة فزع، وصورة الجمل المدفون الذي لم يضهر  منه سوى رأسه، تلك الصورتان اشتهرتا وكان الاستاذ العظيم عمر الجاوي  هو من حفزني على تكبير تلك الصور  ووضعها بجانب مكتب الرئيس علي عبد الله صالح  لتضهر   في جميع اخبار البلد في التليفزيون، وفعلا كانت الصورتين تبرز في كل الاخبار  بناء على اقتراح استاذنا عمر الجاوي.، بالمناسبة  الاستاذ عمر الجاوي  هو من استضافني في شاليهات فندق دار الحمد  على حساب  اتحاد الادباء لأن المنزل الذي كنت مستأجره وهو قديم ومهلهل. قد تأثر بالزلزال  في صنعاء ومن خوفي على طفلي  شادي واريج وأمهما   وبعد ما شاهدته  من ماس  في ذمار. قررت مغادرة ذلك الكوخ  المهلهل المسمى بيت، وعلى حساب حبيبنا عمر الجاوي  سكنت في الشاليهات شهرا وأكثر حتى وجدت منزلا   قويا  وان كان من غرفتين  فقط وحمام دون مطبخ.

هذه الصور معبرة عن تلك  المأساة دون جثث  


وكما اشرت صورتا الطفلة والجمل المدفون  اشتهرتا في الصحف والمجلات العربية والعالمية  فكانت المساعدات لليمن جزيلة.
اشكر الرائعين فقيد ي الوطن  الاستاذ عمر الجاوي والدكتور  عبد الكريم الارياني  اللذان منحاني ثقة بنفسي كأفضل  مصور من عبر عن الحدث بعين  ابن البلد الحزين. 

الصور جميعها Negative
#الوفاق_نيوز