توتر عسكري إثر انشقاق قبلي في صعدة وعبدالملك الحوثي يصاهر منشق لتفادي إتساع الإنقسام (تفاصيل حصرية)

 توتر عسكري إثر انشقاق قبلي في صعدة وعبدالملك الحوثي يصاهر منشق لتفادي إتساع الإنقسام (تفاصيل حصرية)

صنعاء-خاص-(الوفاق نيوز): كشف قيادي حوثي، عن انشقاقات داخلية في صفوف الجماعة، ونفور القبائل من المليشيات، ويشير إلى انشقاقات كبيرة بين قيادات ومجاميع ومن محافظة صعدة، شمال اليمن، معقل المليشيات. 

واكد مصدر حوثي صعداوي في تصريح خاص لـ الوفاق نيوز، (رفض الإفصاح عن اسمه لدواعي أمنية)، عن اتساع الصراع البيني في قيادة الجماعة، وبات عبدالملك الحوثي قائد الجماعة يحاول رأب الصدع، لكن المعالجات تأخرت حسب قوله. 



وكشف عن توتر الاوضاع عسكريا في صعدة، اثر مغادرة أكثر من ٤٠٠ عنصر  بقيادة محمد أبو طالب متارسهم و مواقعهم في جبهات مأرب والجوف إلى صنعاء، ودخلوا في مواجهة مع قادة المليشيات في العاصمة، وكادت ان تنفجر عسكريا لولا أن تلك المجاميع اتخذت قرارا بمغادرة صنعاء والعودة إلى مناطقهم في صعدة، وأمام هذا الموقف، وواصل حوثيو المكاسب تعنتهم من خلال إرسال حملة عسكرية لإعادة هذه المجاميع بقوة السلاح.

وأضاف، القبائل استعدت جيدا وتمترست في منطقة خولان بني عامر، وتعاهدوا على الموت ضد الحوثي، ما دفع  عبد الملك الحوثي في اللحظات الأخيرة إلى ايقاف قرار المواجهة، ووجه قياداته المقربة منه بالاكتفاء بحصار تلك المجاميع في مناطقها و مراقبة تحركاتها.

واكد المصدر ان مليشيات الحوثي ما تزال تحت الحصار حتى لحظة كتابة هذا الخبر، فيما توافد العشرات من مناطق صعدة إليهم.

و تورد المصادر أنه كان على رأس المنضمين مع المجاميع المحاصرة، القيادي الكبير المدعو ابو جعفر الطالبي، و الذي أعلن موقفه المتضامن مع المحاصرين و سعى إلى التحرك مع المجاميع التابعة له إلى فك الحصار عليهم، قبل أن يتلقى اتصالا من عبدالملك الحوثي، طالبه فيه بالقدوم إليه على وجه السرعة، ونجح في تهدئة الطالبي و خطب وده من خلال تزويجه ابنة شقيقه الراحل حسين الحوثي.

ورجح المصدر نشوب المزيد من التوترات في ظل انعدام أي حلول مرضية للطرفين.

وفي سياق متصل ذكر المصدر، ان صعدة تشهد توترا غير مسبوقا، ففي مجز، اشتبكت قبائل بني حذيفة مع قيادات العنصريين في الحركة بسبب محاولتهم السطو على أراض زراعية لقبائل بني حذيفة، وبدلا من تهدئة التوتر تفاجأت قبائل بني حذيفة بتعزيزات و بأطقم عسكرية وعربات مدرعة ومدافع الهاون استقدمتها من مدينة صعدة بغرض كسر قبائل بني حذيفة – مجز المدافعة عن أراضيها وحقوقها.

وأردف القيادي الحوثي، قائلاً: "أبلغنا القيادة أن جهود المسيرة بدأت تنحسر، بسبب سوء المعاملة وازدواجية التعامل وفساد الإدارة وكثير من القيادات العليا، وهو ما يلقي بظلاله على انسحاب المقاتلين بشكل مستمر من الجبهات بعد أن ذاقوا مرارة ذلك الفساد والتعالي والتكبر الذي يبديه الكثير من القيادات ضدهم".

واشار القيادي الحوثي الى ان شكاوي وخلافات القيادات، تجاوزت حدود الحركة، طفت إلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وأبعد من ذلك فقد تجاوزت حدود الخلافات المشروعة ووصلت إلى اشتباكات و معارك على الميدان.!.

واوضح، ان التعالي الذي يبديه الكثير من منتسبي الجماعة تجاه الآخرين و سوء السلوكيات في التعامل، أبرز الأسباب المنفرة للمناصرين، فالكثير من المجاميع وأدعياء الولاء المطلق للقيادة و تحت نزعات سلالية يستفردون بكل شي.

وقال: استفردت فئة من السلالة بالامتيازات، فيما تعرض الكثير لمواقف عدة مثل نقص الدعم بالسلاح والذخائر، وحتى الأكل والقات والمرتبات التي لا تصرف لهم إلا نادرا، وغيرها من التمايزات التي دفعت بالكثير إلى ترك الجبهات مكرها والعودة إلى منازلهم، هذه الأفعال لم يسلم منها اولئك الذين قدموا التضحيات الكبيرة، وقتل منهم من قتل وجرح من جرح، ولا يزال نزيف أرواحهم و دماءهم يجري بشكل يومي وهم من خيرة أبناء القبائل، ليصبحوا بين عشية و ضحاها ضحية لقناعاتهم الخاطئة التي جعلتهم في نظر أولئك مجرد عبيد وتابعين لسلالة نقية طاهرة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها..!!.

وذكر المصدر، ان قائد الحوثيين، بات غارقا في مشاكل جماعته، متهما ايه بزراعة هذه الألغام، والتي يحصدها اليوم، وان الناس والقبائل بالتحديد، بدأت تتذم، وتشعر بالظلم الذي يمارس عليهم من قبل القيادات الحوثية.

واختتم المصدر تصريحه، نارا تتوقد من بين رماد التناقضات الحادثة في بناء الحركة؟.. و هل ما جرى ارتداد لصراع داخلي مستتر ليس إلا، هذا ما ستكشف عنه الأيام والأشهر القادمة.