مجلة بريطانية.. هجوم الحوثي على مأرب الهدف منه إطالة الحرب

مجلة بريطانية.. هجوم الحوثي على مأرب الهدف منه إطالة الحرب
 
متابعة خاصة-(الوفاق نيوز): قالت مجلة بريطانية ان مليشيات الحوثي تحاول السطرة على مأرب، مشيرة إلى ان هذا "يطيل أمد حرب اليمن".

جاء ذلك في تقرير لمجلة «The Economist» تحت عنوان "المتمردون الحوثيون يتطلعون للسيطرة على مأرب ، مما يطيل أمد حرب اليمن".

 وقال التقرير، "أن الاستيلاء على مدينة مأرب من شأنه أن يعزز موقف الحوثيين التفاوضي، ولكن ذلك لن يكون سهلا، فالمدافعون عن مأرب ومعظم سكانها يكرهون سياسة الحوثيين ويرفضون معتقداتهم الدينية".
 
وذكر، "إن الأرض المفتوحة حول مدينة مأرب تجعل المهاجمين أهدافًا سهلة للطائرات السعودية، ومثل ما أن الحرب أصبحت على نطاق أوسع، يمكن أن تكون معركة مأرب طويلة ودموية".
 
ولفت "قبل عامين فقط من الجبال صوب الشرق، تمكنت القوات الموالية للحكومة اليمنية من رؤية العاصمة صنعاء حيث كانت أقرب نقطة وصلوا إليها منذ أن اجتاحها الحوثيون، لكن الآن باتت القوات الحكومية في موقع دفاعي، لقد تمت إعادتهم إلى مأرب".
 
كانت مأرب حتى وقت قريب واحدة من أكثر مدن اليمن أمانًا، ولجأ إليها أولئك الذين نزحوا بسبب القتال في أماكن أخرى، جعلها السعوديون قاعدة للعمليات، لكن المعركة من أجلها تظهر مدى السوء الذي سارت به الأمور بالنسبة للحكومة وداعميها والذين سيقبلون بكل سرور دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

فيما الحوثيون الذين يسيطرون على جزء كبير من البلاد، يتجاهلونها، وإذا استولوا على المدينة فسوف يسيطرون على مصفاة النفط الوحيدة في الشمال وبوابة حقول النفط في الشرق والجنوب، يقول دبلوماسي غربي كان في مأرب الشهر الماضي "ستكون كارثة".
 

المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون هي موطن لـ 70٪ من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة، يقوم المتمردون بترسيخ ثيوقراطية قمعية مثل تلك الموجودة في إيران التي تسلحهم، يتم حبس أو إعدام المعارضين السياسيين والصحفيين النقاد.
 
ووفق المجلة "يتم تعليم الطلاب أن يكرهوا الغرب وتم إغلاق المقاهي التي كان يختلط فيها الرجال والنساء في السابق، واعتقلت الممثلة التي عرضت أزياء بلا حجاب هذا العام، كما طرد الحوثيون بعض آخر اليهود المتبقين في اليمن في مارس آذار".
 
أدى الحصار السعودي إلى شل الاقتصاد في الشمال، لكن الحوثيين يضاعفون المعاناة حيث يتلاعبون بالمساعدات ويبيعونها من أجل الربح، وتم تعليق طرح الأمم المتحدة لقاحات كورونا في الشمال لأن الحوثيين يريدون التحكم في توزيعها.
 
وحذرت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة في فبراير/ شباط، في جميع أنحاء البلاد، من أن يموت ما لا يقل عن 400 ألف طفل يمني من الجوع هذا العام دون تدخل عاجل.
 
ومع ذلك، لا يزال الحوثيون قادرون على التحكم بإيقاع آليتهم الحربية، إذ ينقل المهربون الوقود إلى الشمال من موانئ في الجنوب تسيطر عليها الحكومة أو حلفاؤها ظاهريا، نقاط تفتيش الحوثيين تتضاعف كمراكز جمركية، مما يزيد الإيرادات لدفع رواتب المقاتلين.

تستخدم إيران نفس الطريق لتهريب "كميات كبيرة من الأسلحة والمكونات إلى الحوثيين"، وفقًا للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، وهي تزود قطع غيار طائراتها بدون طيار والصواريخ التي تستخدم لمهاجمة المملكة العربية السعودية.

إن خسارة مأرب ستزيد من إضعاف معنويات التحالف الموالي للحكومة والمتشرذم بالفعل، حيث يشتكي جنود يمنيون من عدم دفع رواتبهم ونقص السلاح، فيما لا يزال الرئيس عبد ربه منصور هادي في منفى بالسعودية، ظاهره جيد لكنه ربما يختلف عن باطنه.

وتبدو حركة انفصالية تسمى المجلس الانتقالي الجنوبي كعضو في التحالف، لكنها قاتلت الحكومة من أجل عدن وتسيطر الآن على جزء كبير منها، يهتف العديد من قادة الانتقالي مع الحوثيين وتغازلهم بعض القبائل المحيطة بمأرب، حتى ولو كان ذلك بغرض انتزاع المزيد من الأموال من الحكومة.

الداعمون الدوليون للحكومة يفقدون الاهتمام بالحرب، حيث سحبت الإمارات معظم قواتها من اليمن في عام 2019، وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه، قال الرئيس جو بايدن إنه سينهي "كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن".

سقطت الحملة السعودية التي انطلقت عام 2015 في مستنقع، وبدلاً من كبح النفوذ الإيراني كما هو مخطط له، فقد عززته الحرب، وفي مقابلة الشهر الماضي، دعا محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي، الحوثيين للانضمام الى طاولة المفاوضات.
 
حتى الآن يرفض الحوثيون، فمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، كان شخصًا غير مرغوب فيه في صنعاء لمدة عام، في فبراير قام بايدن بشطب الحوثيين من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، وهي خطوة تهدف إلى زيادة تدفق المساعدات وبدء عملية السلام، لكن منذ ذلك الحين توجه الحوثيون نحو مأرب.
 
الاستيلاء على المدينة من شأنه أن يعزز موقفهم التفاوضي، ولكن ذلك لن يكون سهلا، المدافعون عن مأرب ومعظم سكانها يكرهون سياسة الحوثيين ويرفضون معتقداتهم الدينية، تجعل الأرض المفتوحة حول المدينة المهاجمين أهدافًا سهلة للطائرات السعودية، ومثل الحرب على نطاق أوسع، يمكن أن تكون معركة مأرب طويلة ودموية.