صحيفة أمريكية: اليمن أصبح جزءاً من صراع معقد ودبلوماسية بايدن لن تكون العصا السحرية

 صحيفة أمريكية: اليمن أصبح جزءاً من صراع معقد ودبلوماسية بايدن لن تكون العصا السحرية
 
متابعات خاصة _ (الوفاق نيوز): نشرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية اليوم السبت تحليل إخباري قالت فيه إن الولايات المتحدة تغيّر مسارها بشأن الحرب الدائرة في اليمن، ولكن هذا يمثل الجزء الأسهل من القصة فقط.
 
وأضافت الصحيفة: ”في يوم واحد، تغيّر موقف الولايات المتحدة، إذ أنهى الرئيس الأمريكي جو بايدن ما تبقى من الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية التي يقوم به التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الصراع، وتعهد بتكثيف الجهود التي تستهدف وقف القتال، وقام بتعيين مبعوث دبلوماسي بارز في اليمن“.
 
ومضت الصحيفة بالقول: ”الآن يأتي الجزء الأصعب من المسألة، منذ عام 2015 عندما دعمت الولايات المتحدة التحالف الإقليمي بقيادة السعودية، فإن اليمن أصبح جزءاً من صراع معقد ومستعصٍ على الحل، أدى إلى مقتل عشرات الآلاف، ووضع الملايين على حافة المجاعة“.
 
وتابعت: ”يمثل اليمن الآن ساحة للصراعات المتداخلة حول السلطة والنفوذ والفكر، والتي أججها لاعبون إقليميون يسعون لتعزيز مصالحهم الاستراتيجية والأمنية، حتى في الوقت الذي تتصارع فيه اليمن مع أزمة إنسانية حادة، فإن أفقر دولة في الشرق الأوسط أصبحت أكثر انقساماً على طول الخطوط السياسية والقبلية والإقليمية والدينية، ولا تزال ملاذاً لتنظيم القاعدة، الذي استهدف الولايات المتحدة وأوروبا، ويسعى لاستغلال حالة عدم الاستقرار التي تسبب فيها الصراع“.
 
ونقلت الصحيفة عن ”بيتر ساليسبري“، محلل الشؤون اليمنية البارز في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: ”إنهاء الدعم الأمريكي لا يعني أن الحرب ستتوقف بصورة آلية في اليمن، وهناك حاجة للوصول إلى توازن حقيقي لإنهاء الحرب، حيث يمكن أن تدخل الفصائل المسلحة والسياسية والجماعات المحلية والمجتمع المدني في تلك العملية“.
 
ورأت الصحيفة أن الإعلان الصادر عن إدارة بايدن يوم الخميس بمثابة تصعيد سياسي ورمزي لأهمية إنهاء حرب اليمن، بوصفها أولوية للسياسة الخارجية الأمريكية، وانفصالاً عن سياسة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وإشارة إلى الرغبة في استثمار الثقل السياسي الكبير في الوصول إلى اتفاق سلام.
 
وأشارت الصحيفة إلى فشل العديد من الجهود الدبلوماسية السابقة التي بذلتها الأمم المتحدة وقوى إقليمية في الوصول إلى نهاية للحرب في اليمن، ومن بينها المباحثات التي رعتها الأمم المتحدة في الكويت عام 2016، ومنذ ذلك الحين ظهرت مجموعات جديدة من الجماعات المسلحة، وعزز الحوثيون قاعدتهم في شمال البلاد، حيث يعيش معظم اليمنيين البالغ عددهم 30 مليون نسمة.
 
وقال غريغوري جونسين، المحقق السابق في الأمم المتحدة: ”لم يعد اليمن يمثل دولة واحدة فاعلة، لقد أصبح قضية يستحيل إصلاحها، وليس من الواضح على الإطلاق متى يمكن أن يعود إلى سابق عهده، مرة أخرى“.
 
وأكد ”جونسين“، وهو أيضاً مؤلف كتاب ”الملاذ الأخير: اليمن والقاعدة والحرب الأمريكية في أرض العرب“، إنه لا توجد جماعة مسلحة تملك القدرات البشرية أو الأسلحة التي تمكنها من فرض إرادتها على الدولة بأكملها، ولكن تلك الجماعات تقريباً تستطيع أن تلعب دور المُفسد إذا رأت أن رغباتها لا تتحقق.
 
وحذر محللون من تكرار نفس جهود السلام السابقة، التي تعرضت لانتقادات واسعة النطاق؛ لأنها تجاهلت اليمنيين الجنوبيين وسكانا آخرين في اليمن دون التعامل مع الأزمات التي يعانون منها.
 
ونقلت الصحيفة عن ندوى الدوسري، الزميلة في معهد الشرق الأوسط، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، قولها: ”تحتاج إدارة بايدن إلى فهم أن حرب اليمن أكثر تعقيداً، ولن يتم حلها عبر الوصول إلى تسوية بين الحوثيين وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي“.
 
وأردفت الدوسري: ”التسوية السياسية في ظل الظروف الحالية يمكن أن تكون انتصاراً سريعاً للدبلوماسية الغربية، ولكنها في نفس الوقت ستعزز آليات السلطة التي أدت إلى تصعيد هذا الصراع، وتمكين مجرمي الحرب على حساب اليمنيين، وتقويض فرص الوصول إلى سلام دائم وحقيقي في تلك الدولة“.